زايوسيتي/ سعيد قدوري
تابع المهتمون بالشأن العام بإقليم الناظور، الأسبوع الماضي، الموقف الشجاع لباشا مدينة العروي، حين كشف عن اختلالات كبيرة تورطت فيها شركة “العمران” في العروي.
وأكد الباشا أنه قام مرارا بزيارات تفقدية لعدة مشاريع من بينها مدرسة عمومية مبرمجة في إطار المشروع لكن بطئ الأشغال منذ سنة 2019 عقّد عملية استكمال البناء، مما تسبب في مشاكل للتلاميذ على مستوى التمدرس والتنقل، دون أن تتدخل شركة العمران، محملا بعبارة حادة مسؤولي شركة العمران المسؤولية في تعتثر المشاريع.
وتساءل الباشا ومعه عدد من المستشارين عن الوعود التي أطلقتها الشركة بالعروي، لكن لم يتم تحقيق إلا القليل منها. بحسبهم.
وإذا سَمّى المتتبعون مشاريع “العمران” بالعروي بالفاشلة، نتساءل نحن في زايو عن الوصف الذي يمكن أن نطلقه على مشاريع ذات الشركة بزايو.
المعلوم أن الشركة قامت في العروي بمشاريع نوعية هامة، ووسعت من استثماراتها على مدى 14 سنة، طبعا لن ينفي هذا حجم الاختلالات أو الفضائح الكبرى بذات المدينة، لكن ما حدث بزايو من فشل للشركة يفوق كل الوصف.
“العمران” التي استفادت من 39 هكتارا غرب زايو، مقابل تأهيل بعض الشوارع، وهو تأهيل يكاد لا يُرى بالعين المجردة، لم تحسن استغلال المساحة التي استفادت منها، في فشل ذريع للدراسة التي قامت بها للمدينة ومحيطها.
بداية الفشل جاءت بتشييد عمارات سكنية تُباع الشقق بها مقابل 14 مليونا من السنتيمات، فرغم انخفاض سعر الشقة إلا أن الدراسة كان من المفروض أن تستحضر ثقافة أهل البلد، الذين يفضلون السكنيات المعزولة، كما أن صغرها لا ينسجم مع عدد أفراد أسرة متوسطة الحجم بزايو.
نجاح الشقق السكنية رهين بالمدن الكبرى التي تكون هوامشها بنفس قيمة المركز، أما أن تأتي لمدينة هامشية مثل زايو وتبني شققا بهامش الهامش فإن ذلك لن يكون له جدوى. وهذا تحديدا ما حصل بزايو.
وبجانب ثقافة الساكنة فإن جودة بنايات العمران بزايو لا ترقى للشروط السليمة في البناء، حيث أنها تبدو متهالكة رغم حداثة بنائها، ولنا كمثال على ذلك “الفيلات” السكنية التابعة للعمران قرب معمل السكر، حيث لم يقدم على شرائها المواطنون، فتهالكت وتبدو أشبه ب”خرب” آيلة للسقوط.
ورغم استفادة شركة “العمران” من مساحة كبيرة بزايو إلا أنها لم تعط للمدينة بحجم ما أخذت، فحَقَّ أن نسمي ذلك فضيحة كبرى.