بقلم :علال زوهري
يبدو أن المشهد السياسي بهذه المدينة يأبى إلا أن يستمر في حالة الرتابة والجمود التي ترسخت صورتها في أذهان الساكنة، رغم ما شهدته الساحة السياسية في الآونة الأخيرة من تجاذبات وأنشطة حزبية داخلية لم تتعد أهدافها مهمة تجديد المكاتب وتسويق انطباع لدى المواطنين بوجود دينامية ناجعة ورغبة أكيدة في إعادة الثقة في العمل السياسي وفي الفاعل السياسي على الخصوص.
لكن الحقيقة الساطعة التي يراها أي عارف بدواليب الفعل السياسي، هي أن مسلسل الانتهازية واستغباء العقول الساذجة واستغلال النفوس الطيبة لايزال مستمرا، حيث أن المنطق الانتخابي الذي دأب السياسيون دوما على التحرك وفق مبادئه لايزال مهيمنا على عقولهم، فنرى بعضهم غائبين تماما عن مواقعهم وأدوارهم سواء في قضاء حوائج الناس وسواء في التواصل معهم والاستماع إلى همومهم، ونرى آخرين منهمكين في تبادل السباب وكيل الاتهامات لبعضهم البعض، بالإضافة إلى سياسيين يتفننون في الركوب على الأحداث وتبني الإنجازات، ليبقى المواطن البسيط في أطوارهذا السيناريو شخصية تائهة يكتنفها اليأس والإحباط.
لقد حق لهذا المواطن، في ظل العقلية الغارقة في القدم لسياسيين يرفضون التخلص من أساليب اشتغال العصر البائد، أن يشمئز من تصرفات أشخاص يحاولون استغباءه بشتى الوسائل والطرق غير المعبدة، بل لقد صار واجبا على هذا المواطن المغلوب على أمره أن يعبر عن امتعاضه ورفضه لنخبة سياسية تتعامل معه من منطلق الوصاية كقاصر يسهل استغلاله والتلاعب به، بل إن منهم من يعتبر المواطن كائنا غير واع لا مناص ولا مانع من خداعه باستمرار، مادام الخداع يؤتي أكله دائما ويسمح بتحقيق المآرب وإشباع الغرائز.
في ظل هذا الوضع المزري والضارب بجذوره في الأعماق، توجد ومضات هنا وهناك لوجوه جديدة وأخرى قديمة-جديدة تجدد لديها أمل، كان قد مات منذ زمن، من أجل صناعة مشهد سياسي جديد مبني على المبادرة بدل الانزواء وعلى الاشتغال الدائم بدل الظهور المناسباتي وعلى تغليب المصلحة العامة بدل الانجراف الأعمى وراء النزوات، مشهد يسع الجميع ويقبل بالتعددية والاختلاف.. هذا الأمل الذي ولد عند البعض وتجدد عند بعض آخر، يبدو أنه قد أصبح مجرد حديث خرافة بالنسبة للغالبية العظمى من الساكنة، فلم تعد هذه الأخيرة تنتظر من الهيئات السياسية شيئا يذكر سوى خطابات الأمجاد الوهمية ووعود الأحلام الوردية ناهيك عن مرافعات نفي التهم وإثباتها على الخصوم “الأحبة”.
لكن ومع هذا كله، وجب التنويه بكل رغبة في إحياء نفس سياسي جديد بالمدينة، فنحن على دراية جيدة بأن مثل هذه الرغبات المحتشمة والنادرة تقابل منذ اللحظة الأولى لظهورها بمحاولات اغتيال ووأد من طرف لوبيات عمرت طويلا في دواليب التحكم والفساد، وأصبحت نتيجة ما راكمته من نفوذ وعنجهية ترفض أي مصدر ساطع قد يتسبب في فضح عوراتها وسحب البساط من تحت عروشها.. فطوبى لكل من تجرأ على خوض غمار التجربة المريرة رغم كل الصعاب والعقبات، طوبى لمن تأبى نفسه الشكوى والاستسلام ويأبى عقله الحر الخضوع والتسليم، فقرر ولوج أرض المعركة غير المتكافئة واختار المنافسة على مكان يمكنه من خلاله إنقاذ ما يمكن إنقاذه من بصيص الأمل المتبقي.. ذاك وإما فإنه سينال عن جدارة شرف المحاولة.
كلام في الصميم أخي علال فلقد فقدنا الامل في السياسيين بهذه المدينة المنكوبة لأنهم بشر لا يفكرون أبدا في مصلحة الساكنة بل كل همهم هو مراكمة الغنائم وضمان مصالحهم ومصالح أقربائهم.
نتمنى أن يكون هنالك بديل في المستقبل وأمثالك هم من يعطوننا بعض الامل في التغيير
لا يوجد امل مادامت نفس الوجوه هي التي تمارس السياسة
بغينا شي ناس جداد حيت لي كاينين طلعولنا فراسنا ومادارو والو كولشي ضبرو على راسهم وعلى ولادهم وحنا ولاد الشعب ماستافدنا والو راه مستحيل يبقاو غير هادو ونستناو شي نتائج جديدة ويلا غير هاكا راه عمري ماغادي نصوت
لا يوجد سياسة في زايو بل يوجد فقط انتخابات