زايو ستي – فريد العلالي
عادة حين نتحدث بمدينة زايو عن احتلال الملك العام بالمدينة، فإننا نتحدث عن البيع بالتجوال، في إشارة إلى الباعة الجائلين الذين أصبحوا يتكاثرون كالفطر بالمدينة جراء انسداد آفاق التشغيل بمجالات أخرى. لكن بمقابل ذلك ننسى أن هناك احتلالا “أبشع” من البيع بالتجوال أصبح ينمو بشكل رهيب داخل المدينة.
أصحاب المحلات التجارية بزايو، وبعدما عملوا كل ما بوسعهم من أجل الضغط على الباشوية حتى تجلي الباعة الجائلين، عادوا هم ليقوموا مقام “الفراشة” ويحتلوا أرصفة وأزقة بعض الشوارع، وهو ما انتشرت معه مظاهر الفوضى.
فجولة وسط المدينة، تجعلك تقف على مجموعة من الاختلالات، حيث أن بعض التجار نصبوا شبه خيام أمام محالهم، مغلقين بذلك الرصيف مما يجبر المواطن على المشي وسط الطريق. فيما يخرج البعض الآخر سلعه لتسد كافة الرصيف المقابل للمحل.
ورغم قدم هذه الظاهرة، إلا أنها كانت مقتصرة في السابق على أصحاب المقاهي ومحلات بيع المبردات، غير أنها اليوم أضحت “عقلية عامة” لدى أصحاب المحلات التجارية على اختلاف السلع التي يعرضونها.
وانتشرت هذه “الآفة” بشكل فظيع بحي السوق وشارع الداخلة وشارع الزلاقة وشارع ذهيبية وغيرها من أزقة وشوارع المدينة، لتشمل كافة النشاطات التجارية على غرار محلات البقالة العامة، الملابس الجاهزة، محلات التأثيث، محالات الأواني المنزلية وبائعي الخضر والفواكه… حيث أصبحت المنافسة بين التجار على رص منتجاتهم على الأرصفة المحاذية لمحلاتهم غير مبالين بالإزعاج الذي يسببونه للمارة في ظل ضعف أجهزة الرقابة، وسياسة غض الطرف تجاه الظاهرة.
شكل الاستغلال الفاحش للملك العمومي بمدينة زايو ظاهرة مشينة تقض مضجع ساكنة المدينة والفاعلين والمتتبعين للشأن المحلي، ومن يقف على واقع الملك العمومي يصاب بالذهول للفوضى العارمة التي يعرفها، وقد زاد تقاعس السلطات المحلية من تفاقم الظاهرة.
لقد غابت السلطة المسؤولة مما جعل الملك العمومي عرضة للنهب خاصة بعد أن تكونت قناعة لدى المحتلين بأن لاشيء قد يزعجهم من طرف المسؤولين، فدفعتهم مصالحهم الخاصة إلى بذل ما في وسعهم من أجل استغلال الملك العام وتكريسه مما شكل من هذا الاستغلال ولا يزال ينبوعا لا ينضب للاغتناء على حساب الحرية العامة، فحتى تدخلات السلطة المحلية في بعض الحالات لم ترق للمستوى المطلوب وإنما بقيت كدر الرماد في العيون، حيث بقيت تدخلاتها حبيسة بين الحلول الترقيعية التي لا تفيد في الغالب إلا مصالح المحتلين للملك العمومي، وبين التفرج على واقع الحال من فوضى وعشوائية في نهب المجال العمومي.
إن الزائر لمدينة زايو قد تصيبه الدهشة لما آل إليه حال الملك العمومي حيث لم يبق منه إلا الاسم، فكراسي المقاهي احتلت الرصيف كله مما فرض على الراجلين السير جنبا إلى جنب السيارات، وهو ما شكل ويشكل خطرا على حياتهم، في حين سيطر أرباب المحلات التجارية على الرصيف العام قاطعين السبيل على المارة في مشهد يندى له جبين المنتمين لهذه المدينة ولعل شارع سيدي عثمان وشارع الداخلة وشارع الزلاقة وحي السوق وشارع ذهيبية.. خير دليل على حالة الفوضى التي تسببها هذه الظاهرة المشينة .
شوارع مدينة زايو اليوم صارت مجالا يتنافس فيه العديد من التجار على استغلال أكبر مساحة مقابلة لمحلاتهم التجارية، دون اكتراث بمسألة السير والجولان، تاركين المواطن يسير جنبا إلى جنب مع السيارات، إن وجد أصلا ممرا يمر عبره إلى وجهته.
لا حولة ولا قوة الا بالله الأرصفة لراجلين ممتلئة وممر الراحلين ممتلئ المواطنين يمرون وسط الطريق .
زايو في خبركان ر حمة الله عليها أصبحت كلها فوضى