بسم الله الرحمان الرحيم
في روايتي التي كتبتها سابقا بعنوان ” مطاردة خيط دخان” والتي ختمتها في شهر نوفمبر وبدا الفيروس في دجنبر 2019 بالصين كنت اركز وأعيد واكرر في روايتي بالكامل دائما هذه العبارات : ختم الكلام….الكل هنا ماتوا…الكل هنا راحوا…الكل هنا دفنوا…الهرج والمرج…نهاية العلاقات بين الناس …انه لصمت رهيب …الصمت والأماكن مهجورة بالناس خاصة الأزقة والشوارع …الناس هاربة هروب عظيم …الناس لا تكلم بعضها بعض …الغموض يسود فهم ما يقع ولا احد لديه الجواب .اول خروج محمد من القرية هو توجهه للمستشفى ولقائه بطبيب وحيد الذي تحير لبقاء محمد على قيد الحياة….عودة محمد لسريره وبيته كملاذه الأخير مثل كأن الحجر الصحي هو الحل…الخ فمن قرأ روايتي سيلاحظ هذا والله كنت اكتبها وكأنني أحسست إحساس غريب لا يمكنني وصفه بما سيقع في المستقبل القريب ولكن ليس كتنبؤات وإنما مجرد إحساس زادني عزيمة لمواصلة الكتابة سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ.صدق الله العظيم
رواية مطاردة خيط دخان بقلم محمد بوجديان الجزء السابع عشر
يتحركا بسرعة بدون أن يركب الرجل العربة…أراد محمد أن يسال الـرجل عـن عدم ركوبه إذ به لم يجده!قال محمد في نفسه لقد اعتـــدت هذه الأمــــور فلــــــما الحيرة…بعد أن احتار عن أي اتجاه يسلكه لاسيما استحالة الــــــــــــرؤية مــــــع الضباب؛توكل على الله وأصبح يسير وما أصعب السير بدون هدف معين…أحس محمد بالنوم وأصبح يتمنى أن يجد مكان يصلح لذلك…ازداد تقدما بخطوات بطيئة ولكن التعب والإحساس بالنوم نالا منه ولم يستطع المواصلة مما دفعه أن يفتــرش الأرض ودخل في نوم عميق موجها رأسه للسماء…
مر وقت ليس بالقصير استيقظ محمد ولكن مجرد أن فتح عينيه قفز من مكانـــــــه مذعورا…!كيف لا ولقد وجد نفسه فالكوخ الذي مر منه للبوابة الجــــــديدة…ازداد فزعا مرددا كيف أنام في مكان واستيقظ واجد نفسي في مكان آخر…وأي مكان انه الكوخ الغريب!فعلا إنها الحيرة لمح محمد في الكوخ إناء مملوء بالماء فبعد توكــله على الله شرب منه بعد ان جف حلقه من شدة الحدث الجديد والأغرب من كـــل ما رأى في مسيرته..اتكأ في جانب الكوخ كأنه في علبة مغلقة …أصبح يستحضـر كل الأحداث التي حدثت له لعله وعسى يجد زرا لبوابة الألغاز المفبركة….لــــــم يكمل محمد الإبحار في ما مضى حتى به يسمع خطوات ثقيلة كان هناك قادم للكوخ يجر رجليه..لم يعر اهتماما لما هو قادم بل بقي في جانب الكوخ ينتظر من القادم…إنـها عجوز تلبس ملابس رثة وتحمل فوق ظهرها طفلا صغيرا نائم….بعد أن دخــــلت وهي تردد”اللهم لك الحمد يا الله…اللهم لك الحمد يا الله..اللهم لك الحمد يا الله”لــــم ترى محمد مادام في جانب الكوخ المظلم وأيضا هو لم يرد أن يكلمــــــــها حتى لا يفزعها….جلست العجوز في وسط الكوخ وإذ بالطفل يصحو و يصرخ بشــــدة مع البكاء؛حاولت العجوز تهدئته ولكن دون جدوى ولكن بعد برهة من الزمن لاحظت أن الطفل عندما يرى في اتجاه الركن الذي يجلس فيه محمد يتوقف عن البكـــــــاء عرفت أن ذلك الركن به شيء فنهضت من مكانها وتوجهت نحو محمد حتى ظـهر لها ولكن لم يلاحظ عليها أي هلع بل سلمت عليه بكل هدوء…
العجوز: أنت شخص بك أمر مختلف.
محمد:كيف ذلك؟
العجوز:أولا تركتني ادخل الكوخ واجلس دون أن تكلمني لوكان مكان آخر لبـــــدأ الكلام بمجرد إحساسه بوجودي؛ثانيا الطفل مجرد أن يراك يتوقف عن البكاء وهذا ما أثار حيرتي أنا جدته ولم استطع تهدئته فعلا أنت بك شيء مختلف مـــــــا هو لا اعرفه…
محمد:انه لأمر جميل أنني استطعت تهدئته فلقد ساهمت في راحتك عن بعـــــد وما أجمل أن تنشر الراحة لشخص عن بعد وخاصة وأنت صامت.
العجوز:كلام جميل جعلك الله دائما تريح الآخرين.
محمد:آمين يا الله ولكن أحس أني ناقص لأني لم أجد ما أصبو إليه.
العجوز:شبه الكمال معرفتك بنقصك و من النقص ظنك بأنك كامل.
محمد:فعلا نعم القول لم يكمل محمد كلامه حتى لاحظ أن الطفل أراد المجيء إليــه بحركات كأنه أبوه أو يعرفه في السابق.
العجوز:فعلا انه لأمر محير.
محمد:من أين أتيت وأين والدا الطفل وأين أنت متجهة؟
العجوز:لقد استيقظنا ذات يوم وإذ بنا نسمع منــــادي ينــــــادي”عليكم بالرحـــيل وبسرعة”!!!!فهرولت مسرعة لأخبر والدا الطفل فلم أجدهم ووجدت فقط الــطفل ومنذ ذلك الحين وأنا أجول من مكان إلى مكان مرددتا دائما في نفسي لماذا طـلبوا منا الرحيل ولم أجد جوابا مقنعا.
محمد:قصتك تشبه تقريبا قصتي فقط الاختلاف أنا استيقظت بذاكرة غير موجودة وأنت العكس..وأنا بسماع”ختم الكلام” وأنت “عليكم بالرحيل وبسرعة ولكن لماذا
أنت لوحدك الم تجدي أي شخص تعرفينه لمصاحبتك؟
العجوز:لم أجد من يواكب تفكيري لهذا بقيت وحيدة مع الطفل.
محمد:إن كل من التقيه سواء يختفي آو يذهب بسرعة ويتركني ولكن أنا صامد لحد الآن لوحدي والحمد لله.
العجوز:كلما ازداد عقل الإنسان نضوجا كل ما نقص عدد الناس من حوله فالــعقل الناضج لا يحتمل المجاملات.
محمد:كلامك في الصميم …لم يكمل محمد الكلام حتى فجأة….يتبع
قلم محمد بوجديان
للاتصال:
0668846761/ 0626682362 الهاتف
واتساب:0626682362
www.facebook.com/mohamed.boujedienne *فايسبوك
شكرا جزيلا