في روايتي التي كتبتها سابقا بعنوان ” مطاردة خيط دخان” والتي ختمتها في شهر نوفمبر وبدا الفيروس في دجنبر 2019 بالصين كنت اركز وأعيد واكرر في روايتي بالكامل دائما هذه العبارات : ختم الكلام….الكل هنا ماتوا…الكل هنا راحوا…الكل هنا دفنوا…الهرج والمرج…نهاية العلاقات بين الناس …انه لصمت رهيب …الصمت والأماكن مهجورة بالناس خاصة الأزقة والشوارع …الناس هاربة هروب عظيم …الناس لا تكلم بعضها بعض …الغموض يسود فهم ما يقع ولا احد لديه الجواب .اول خروج محمد من القرية هو توجهه للمستشفى ولقاءه بطبيب وحيد الذي تحير لبقاء محمد على قيد الحياة….عودة محمد لسريره وبيته كملاذه الأخير مثل كأن الحجر الصحي هو الحل…الخ فمن قرا روايتي سيلاحظ هذا والله كنت اكتبها وكانني أحسست إحساس غريب لا يمكنني وصفه بما سيقع في المستقبل القريب ولكن ليس كتنبؤات وإنما مجرد إحساس زادني عزيمة لمواصلة الكتابة
سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ.صدق الله العظيم
رواية مطاردة خيط دخان بقلم محمد بوجديان الجزء الحادي عشر
الجـــــــزء الحادي عشــــــــــر
بعد أن تبادلا التحية، سأل الشيخ محمد عن سبب عكسه اتجاه الجموع وتواجده عند النهر.
محمد: برمت من المشي مع الناس مادامت النتيجة دائما سلبية
في الأخير واكتسبت عصارة فكر مغزاها أن افعل ما يمليه
علي فكري…
الشيخ:انه لشيء جميل ما اتخذته ولكن شريطة الاتكال على الله.
محمد: بطبيعة الحال.
! الشيخ: تبدو شاحبا والإرهاق نال منك كثيرا
محمد: نعم فأنت لا تعلم ما وقع ويقع لي.
! الشيخ: لا يهم ما وقع ولكن المهم كيفية الخروج منه
محمد: أصعب شيء ان تعاني لوحدك.
الشيخ: المعانات والأوجاع هدايا ربانية إما تكفير عن الذنب أو
سعادة مؤجلة لـدار البقاء.
محمد: اللهم لك الحمد حتى ترضى..
الشيخ: حاول ان تحصل على اتزان ما بين عقلك وقلبك ولا
تغلب عليك نفسيتـــك فالله سبحانه إذا غضب من عبد من
عباده تركه لنفسه فهي كفيلة من أن تهــــــلكه.
محمد: نعم الكلام أيها الشيخ الموقر فصفاء الروح يتطلب
جهادا اكبر للحصــــول على بصيرة يتم الاعتماد عليها للسير
المستقيم و الصحيح.
الشيخ: يقول المفكر والفيلسوف الدكتور مصطفى محمود
رحمه الله كخلاصـة لحياته وما استنتجه طيلة مسيرته أبحاثه:
الحياة هي أن تقاوم ما تحب و تتحمل ما تكره و انتهى الكلام.
محمد: نعم ما قاله أنت تكلمني وانأ استحضر مسيرتي السابقة
والملاحظة العجيبة لماذا التقي فقط مع من يمدني بالكلام
الحكيم أليس هذا بأمر عجيب؟؟؟
الشيخ: كل شخص تلتقيه في حياتك إما امتحان؛عقاب أو هدية
من الله سبحانه عز وجل .
محمد: فعلا أيها الشيخ الفاضل فالفطن من اتسع فكره لفهم ما
يدور حوله ومـــــن يلتقيه أيضا.
الشيخ: فقط أوصيك عندما تأتيك السعادة فبالغ في فرحتك لكي
تنتقم من الأيام التي خذلتك.
محمد متبسما:أين أنت ذاهب أيها الشيخ لعل وعسى نسلك نفس
الطريق؟.
الشيخ: المسيرة الانفرادية أفضل للتركيز مادامت الحياة عبارة
فقـــــط عن وداع طويل!!!ومحطة لنيل الفوز العظيم في الحياة
الأخرى الأبدية…وفقك الله فــتوكل على الله فمن جعل غير الله
خليلا عاش ابد الدهر ذليلا وأتمنى لك مسيرة مــوفقة.
محمد:شكرا أيها الشيخ فلقد أعطيتني شحنة جديدة يمكن أن
تساعدني لانعكاسات الزمن.
ودع محمد الشيخ فبعد أن غسل وجهه ورجليه في النهر حاول
التركيز عـــن أي اتجاه يسلكه و إذ بغيوم سوداء تكسو الساحة
كأنها عاصفة قادمة لم تكـــــــن في الحسبان رفع محمد رأسه
للسماء محاولا استيعاب ما يقع إذ بصوت خافت….. يتبع
للإتصال:
*واتساب:0626682362
* فايسبوك:
www.facebook.com/mohamed.boujedienne
شكرا جزيلا