زايو سيتي
هذا المكان يشكل جزءا من الذاكرة الجماعية المؤلمة والتاريخ المأساوي لأهل المنطقة ,حيث نصبت فيه الإدارة الإستعمارية سنة 1945،مخيما للمنكوبين والفقراء والفارين من المجاعة ،وكما هو معلوم فقد اجتاحت منطقة زايو على غرار مناطق مغربية عدة خلال الفترة الممتدة مابين 1935 و1946 ،موجة من الجفاف والقحط أعقبتها مجاعات وأوبئة وصلت ذروتها سنة 1945، حيث كانت هذه السنة أشد حلكة وقسوة على أهل المنطقة و عاشوا أياما نحيسات ومشؤومات زاد من قسوتها السياسة الإستعمارية الإسبانية القائمة على النهب والتخريب للحجر والشجر والبشر ،إضافة الى تأثر المنطقة بظروف الحرب العالمية الثانية وخاصة بعد الحصار الذي فرضته ألمانيا النازية على فرنسا وتوقف دخول بعض مواد الغذاء والتنظيف مثل الصابون إلى منطقة النفوذ الإسباني والتي كانت تدخل من منطقة الحماية الفرنسية “من بركان”.وامام استفحال المجاعة والأوبئة وتخوف الإسبان من انتقال عدوى الأوبئة إلى الجالية الإسبانية والطائفة اليهودية المتمركزة بمركز زايو عملت على نصب هذا المخيم سنتين 1944- 1945 ،القريب من عين سيدي عثمان والمقبرة وخاصة أنه في هذه السنة 1945 سيتم استكمال بناء قنطرة سيدي عثمان والتي سهلت عملية الولوج إلى المخيم وإلى مقبرة النصارى القريبة من القنطرة والتي لم يعد لها وجود .
وقد توافد على المخيم عدد ضخم من المحتاجين والفقراء والمساكين الذين لم تسعفهم ظروفهم للهجرة إلى مدن مغربية اخري أو إلى إسبانيا و الجزائر للإشتغال في الضيعات الفلاحية الفرنسية كما هو حال عدد كبير من المتضررين .
وكان هذا المخيم عبارة عن خيم بسيطة مبنية بأغطية عادية مشدودة إلى جذوع الأشجار “لبطم” أو إلى النباتات ذات القامات الطويلة “ترنت “، كما أن بعض المنكوبين تمكنوا من حفر حفر وكهوف صغيرة للسكن فيها والتي لازالت شاهدة على الحدث المؤلم وحسب مجموعة من الروايات التي عاشت الحدث فإن الإدارة الإستعمارية كانت تقدم للمنكوبين وجبتان من الغذاء في اليوم ،الأولى في الصباح عبارة عن حساء والثانية في المساء عبارة عن خليط من المواد “القطاني ،الأسماك،الأرز …”وقد عرف هذا بالرانشو والذي لازالت تتذكره الذاكرة المحلية بمرارة ،نظرا لقلة شروط السلامة الغذائية .
إذن فمع الجوع وومع طبيعة الغذاء المقدم ،إضافة إلى البرد القارس شتاءا وغياب مواد التنظيف وخاصة بعد اختفاء مادة الصابون “كان يتم اللجوء إلى نبتة تيغشت ومادة الغاسول المجلوبة من منطقة الغواسيل للتصبين والتنظيف “.
وتشير الروايات أن السكان كانوا لا يتخلصون من ملابسهم حتي تتمزق على أجسادهم ،أمام هذا كله تفشت اوبئة فتاكة “الطاعون ،
الكوليرا ،التفويد…”وتحول المخيم إلى مقبرة جماعية لازالت الذاكرة الشعبية تكتنف تفاصيلها وتجمع الروايات أن الموت كان جزافيا وجماعيا “تسجل أحيانا في اليوم أكثر من عشر وفايات” وكان الفأس لا يتوقف عن حفر القبور التي كانت تهيأ مسبقا وكان الناس يعجزون أحيانا عن الحفر بسبب الجوع وكثرة الوفايات .
إذن فقد خلف هذا العام وهذا المكان في الذاكرة المحلية العديد من الصور المظلمة المرتبطة بلحظات الجوع والموت والبؤس والذل وكل ما يتضمنه قاموس الموت من جوائح .
فإذا كان هذا العام يعرف بعام الجوع في الذاكرة المحلية فإنه يعرف كذلك عنذ الكثيرين بعام “المساكين” كما يعرف عند البعض الأخرى “بعام البون” أو عام بكوكة “نبات يرني” “جذور نباتية يتم طحنها لصنع خبز شديد المرارة “.
إنها تسميات مختلفة لمعاناة واحدة قاسمها المشترك الجوع، الموت، البِؤس، الهجرة…
شكرا لأستاذنا الفاضل . موضوع جدير بااإهتمام و البحث .
موضوع جيد ، تصوير رائع ، تقديم متميز ، معاناة حقيقية للاباء و الأجداد .شكرا للجميع
شكرا لأستاذنا الفاضل . موضوع جيد ، تصوير رائع ، تقديم متميز .شكرا للجميع
بارك الله فيك ياستاذ حسين وجزاك الله خيرا على هذه المعلومات القيمة التي لايعرفها الكثير من الناس وشكرا لكم مرة اخرى .
هناك نقطة نقاش يااستاذي المحترم.
قلت ان المستعمر كان يدمر وينهب هاذا ليس صحيحا لان جل الغابات تم تشجيرها وماذا عن البساتين الجميلة التي تركها الاسبان وراءهم وتم تدميرها اليوم في الحقيقة المستعمر كان يهتم بالبلد اكثر من اصحابها ولو ظلوا الى يومنا هاذا لرايت زايو كجنة خظراء
المستعمر كان يراءف بالبشر الحيوان والبشر اما المستعمرالمدمر جاء بعد الاستقلال.
حياك الله يااستاذ حيث تحكي وتقص علينا ايام الجوع شكرا لك ياابن الجميل
طبعا كان ذلك عجبا
المستعمر كان يرحم النبات والانسان والحيوان اما المستعمر المدمر جاء بعد الاستقلال
بل اسءلوا الجالية اذا كنتم عن شك.
كانت غابة جبال كبدانة قبل دخول الاستعمار مكسوة بغابة متنوعة الاشجار و النباتات ولما جاء الاستعمار الاسباني خربهاعبرمعاونيه ولازالت الميزانات التي وضعهافي نقاط مختلفة من الغابة شاهدة على دلك لكيل الاشجار و النباتات وخاصة الحلفاء و الدوم والعرعار واسالوا االدين عاشوا هده المرحلة كيف كان المعمرون يستغلون الاراضي التي سيطروا عليهابزايوو الطرق التي استعملوها لانتزاع هده الاراضي من اصحابها وكيف كانوا يستغلون ماء سيدي عثمان الدي جروه الى ضيعاتهم وخاصة المعمرسانشي امااحدائق التي تركها الاستعمار فكان يستفيد منها هو اما بعد الاستقلال فلا لااحد راض عن السياسة التي ينجها المغرب في تدبير موارده الطبيعية و البشرية وموروثه الحظاري وهدا يتطلب النقد للسياسات الحكومية و ليس الدفاع عن الاستعمار وهدا لاينسجم مع ديننا الحنيف
كانت اسبانيا الى حدود السبعينات متخلفة مادا عسى ان تعطي للمغاربة انداك فقد جاءت لاستغلال خيرات المغرب فاقراو كتب التاريخ لتقفوا عن الوحشية الي استغل بها الاسبان الريف و الغازات السامة التي رموها على اهل الريف لا لشيئ سوى انهم يدافعون عن بلدهم هل المستعمر كان يحب لنا الخير
بارك الله فيك يا أستاذي الكريم على هذا المجهود القيم بحيث أعدتنا قليلا إلى أن نعيش في مع جزء من ذاكرة أجدادنا , طبعا ذلك الجزء من التاريخ المأساوي حيث الاستغلال الاستعماري و المجاعة و الجفاف و القحط و الأوبئة …
بارك الله فيك يا أستاذي الكريم على هذا المجهود القيم بحيث أعدتنا قليلا إلى أن نعيش مع جزء من ذاكرة أجدادنا , طبعا ذلك الجزء من التاريخ المأساوي حيث الاستغلال الاستعماري و المجاعة و الجفاف و القحط و الأوبئة …
ذاكرة مولمة و رائعة حكى لي جدي انه في فترات المجاعة كان بعض الجائعين يتهافتون على المراكز العسكرية الاسبانية للهجرة الى اسبانيا عبر التجنيد في جيش فرانكو الذي كان يخوض حربا اهلية مع معارضيه وكان الضباط الاسبان يختارون فقط الشباب ذوو البنيات القوية والقامات الطويلةويعزلونهم كمايعزلون الخرفان من القطيع وفي الحرب كانوا يضعونهم في الصفوف الامامية لتلقي الضربات الاولى على اي شكرا لاستاذنا الذي اطلعنا على هذا الحدث المولم حقا
هناك من المعلقين من يحن إلى الاستعمار الاسباني… أقول لمن يحن للاستعمار الاسباني أنكم تحنون إلى الجوع و الاستعباد من جديد…
تشكراتنا للأستاذ أجعير الذي يأتينا دائما بالجديد حول تاريخ مدينة زايو.
مرة اخرى الشكرالجزيل والعميق للاستاذ المحترم: الحسين اجعيرورمضان كريم للجميع.
هذا المكان يشكل جزءا من الذاكرة الجماعية المؤلمة والتاريخ المأساوي لأهل المنطقة ,حيث نصبت فيه الإدارة الإستعمارية سنة 1945،مخيما للمنكوبين والفقراء والفارين من المجاعة….
هذا يتناقض مع كلامك عن النهب الاسباني…واي الخيرات اصلا كانت تزخر بها المنطقة حتى ينهبها الاسبان…
Merci mon prof Tahyati de ton élève 96 El mahaoui de france bravo
تحية لصديقنا المؤرخ الأستاذ المقتدر الحسين أجير على توثيقه لهذه المرحلة الحرجة من تاريخ المنطقة الشريفية.