محمد بنصالح / ألمانيا
التعلق بالأرض أحد أبرز سمات الكائن البشري، فالناس على مختلف فئاتهم العرقية والحضارية والعقائدية يرددون أو يصرحون بذلك الشعور على الدوام، حتى يكاد يكون من بين أكثر القيم رسوخاً لدى الجنس البشري، وانا على سبيل المثال كلما أتيحت لي الفرصة والحنين الى زيارة مسقط رأسي وخاصة في موسم التين، إلا وزرت منطقتي منطقة كبدانة هذه المنطقة التي أحبها والتي عشت فيها ذكريات طفولتي وجزء من عمر شبابي . عشقي لشجرة التين ولثمرة التين شيء لا يتصور لكن للاسف ان بعض أنواع أشجار التين كادت أن تنقرض في المنطقة بسبب الاهمال وكذلك الجفاف. شجرة التين التي توجد بجوار بيتي لم أجرؤ هذه المرة على قطف تلك الثمرة من التين الذي سال عليها لعابي بعد أن تبين لي بأنها غدت ملاذا ومقصدا لتوافد العصافير والطيور عليها لتلبية احتياجها اليومي من الغذاء الذي كتبه الله لها.
فقد اخضعت هذا المشهد للتجربة لمعرفة مدى مستوى التطور الذي قد يطري على ثمار التين في أوقات متباينة من جراء توافد الطيور عليها- طبعاً – في حال
” امتناع يد البشر عنها”..
فقد صار يدفعني شغفي كل يوم لزيارة تلك التينة لملاحظة ما استجد في ثمارها من تغيير، لأجد بأن التينة قد غدت ملاذا غذائيا للعصافير والطيور..
فقلت في قرارة نفسي لا اقترب بعد اليوم لهذه الشجرة، فتلك الطيور أحق بثمارها مني وإن كانت محببة إلى نفسي، فليس من الصعب علي التضحية بما أحب لمن أحب.
ومما لم ينتهي نظري فيه هو إدراك تجلي صور الرحمة التي يودعها الله في قلوب عباده الذين وهبهم هذه النعمة العظيمة ليكونوا بين الخلائق أخياراً ليضفوا لمساتهم الجمالية الحانية على هذا العالم لترتوي من عواطفهم الجياشة، وأحاسيسهم المرهفة المخلوقات، فلا يمكن للإنسانية أن تتمكن من قلب الإنسان إذا لم يوفق في كبح جماح النزعة الأنانية ، وأن يتصرف بإيثار في المواقف التي يتحتم عليه فيها أن يكون إنسانا.
كان عليك ان تعنون كلامك الجميل الفلسفي كالتالي:فلسفة اكل التين عند بنصالح,,
وكفى…..
للاسف انني لم أكل ثمرة التينة لأنني تخليت عن انانيتي هذه المرة لاتقاسم مع الطيور هذه الثمرة .
تحياتي