زايو سيتي / سعيد قدوري
بعيدا عن الجدل السياسي القائم حول مشروع محطة الضخ بواد المالك بأولاد ستوت، وبعيدا عن اللغط المحدث حول من ساهم أو أتى بهذا المشروع، فالأمر معتاد بزايو، وقد تكرر مرات عدة، حتى أصبح مألوفا بيننا أن كل مبادرة بهذه المدينة ونواحيها إلا وتلقى مثبطين لها وداعين إلى تبخيسها، لكننا سنحاول في هذا المقال الإشارة إلى الجوانب الإيجابية في المشروع ومساهماته.
فمحطة الضخ من نهر ملوية تعتبر استكمالا لمشروع وطني يهدف إلى بناء أكبر عدد من السدود لتأمين حاجيات الفلاحة والمواطنين من المياه، خاصة مع توقعات العلماء بقدوم سنوات عجاف على بلادنا وعدد كبير من دول المعمور، حيث ستستفيد الجهة الشرقية من أربعة سدود جديدة، تكون دعامة لسد محمد الخامس الرئيسي بالمنطقة.
المشروع الذي سيقوم بتدشينه وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، صباح يوم غذ الجمعة، يعتبر من بين أهم المشاريع المنجزة بزايو وأولاد ستوت منذ الاستقلال، طبعا بعد مشروع سهل صبرة بداية السبعينات، ومشروع بناء معمل السكر أواسط السبعينات كذلك.
أهمية هذا المشروع لا تكمن في حجم الأموال المرصودة لإقامته، والتي تقدر ب10 مليارات من السنتيمات، بل في حجم الاستثمارات التي سيؤمنها، والتي تعد بمئات الملايير من الدراهم. إذ سيكون دعامة حقيقية للمستثمرين في المجال الفلاحي بالمنطقة، على اعتبار أن الماء هو شريان الحياة الأساسي بالنسبة لكل عملية فلاحية.
وسيستفيد من محطة الضخ من نهر ملوية ثلاث سهول بالمنطقة، هي سهل صبرة قرب زايو، وسهل كارت قرب العروي، وسهل بوعرك قرب الناظور، والتي تمتد مجتمعة على مساحة 36 ألف هكتار، ناهيك عن جودة منتجاتها الفلاحية وتنوع نشاطها الفلاحي ومساهماته في مجموع الإنتاج الوطني.
وستمكن هذه المحطة من ضخ المياه من نهر ملوية إلى القناة الرئيسية بواد المالك التابعة ترابيا لجماعة أولاد ستوت، بمنسوب 1.5 متر مكعب في الثانية، أي 129600 متر مكعب في اليوم، وهو رقم جد مهم، وهو رقم جد مهم سيكون دعامة حقيقية للفلاحة بسهل صبرة والسهول المذكورة حتى في حالة حدوث جفاف بالمنطقة.