فارس الرواح
وصلت إلى محطة القطار bruxelles noord وجدت صديقي لمفضل جدرون في استقبالي انتقلنا عبر ” الميترو ” على بعد حوالي 15 دقيقة من منزله المتواجد بشارع Marie Christine ، كانت تلك أول ليلة اقضيها خارج المغرب نمت وكأنني أعرف المكان جيدا ، في صباح يوم غد كنت متلهفا لاستكشاف العاصمة بروكسيل خرجت رفقة صديقي اعتقدت لوهلة أنني بأحد شوارع مدينة الناظور فالجالية المغربية هنا أكثر من المتوقع ، وبالقرب من شارع Marie Christine هناك شارع يتخذ كسوق كل يوم أربعاء وقبل أن تصله تتعالى الأصوات ” انعناع القصبار ” اورو اورو ” الأمر ذكرني بحي السوق عندنا بزايو كل عشية يوم خميس إلا أن الفرق فضاءات حي السوق عندنا تتحول كل عشية إلى مزبلة والعكس عندهم تماما وكأن هذا الشارع لم تكن فيه أي حركة تجارية قبل قليل …. في طريقك قد تصادف شباب مغاربة يتسولون ” خوكوم حارك ” ، على بعد كيلومترات قليلة هناك شارع اسمه stalingrad بالقرب من la gare de midi جل المحلات التجارية هي لمغاربة منهم عدد لابأس به من أبناء مدينة زايو التقيت العديد منهم ، أما يوم الأحد وإذا أتيحت لك فرصة الذهاب إلى ” الباتوار ” وهو سوق أسبوعي هناك فلا فرق بينه وبين سوق العروي ….
لكن العاصمة بروكسيل فيها جانب آخر غير الذي ذكرت فالعاصمة تتمتع بطبيعة ساحرة تخطف الأنفاس بجانب تاريخها الذي ينعكس من خلال معالمها البارزة عبر ارجاءها ….
العاصمة بروكسيل توفر لك شبكة تنقل واسعة ، تضم تنوع كبير في وسائل المواصلات كي تتمكن من التجول بسهولة دون شعور بالملل ، تتنوع وسائل المواصلات تلك بين القطارات والحافلات والترام والمترو وسيارات الأجرة ….
يوم هو اليوم الرابع من تواجدي بالعاصمة بروكسيل فغدا سأغادر إلى ألمانيا لكن قبل ذلك سأستبق الزمان وأنهي رحلتي ببلجيكا بطريقة فلاش باك كوني سأعود إليها مرة أخرى بعد رحلتي ألمانيا وهولندا ، شاءت الأقدار أن ألتقي ببلجيكا كل عزيز وغال أصدقاء الطفولة أصدقاء الدراسة الجيران العائلة … لكن يبقى لقائي بكل من الدكتور عزيز قدزري ولمفضل جدرون وخالد المحساني ومحمد نوري عنوان هذه الرحلة ، مع صعوبة أن يجتمع كل هؤلاء إلا أنه مع ذلك ضحى كل واحد بشيء من وقته والتزاماته وأشغاله حتى نسترجع ذكرياتنا الجميلة ، أتذكر ما قاله لي الدكتور عزيز قدوري وهو يودعني ” لقد جمعت شتاتنا ” وهي عبارة معبرة فعلا عن صعوبة الحياة هناك وصعوبة اللقاء مع ذلك أمضينا أوقاتا ممتعة جدا .
في بلجيكا كان هدفي هو معرفة ما تمتاز به هذه الدولة فكنت أسأل عن كل كبيرة وصغيرة فوجدت أن بلجيكا تمتاز بطرق سيارة مضيئة عن آخرها ومفتوحة في وجه السائقين بالمجان ويمكنك القيادة دون حتى أن تكون في حاجة لاستعمال ضوء سيارتك ، بلجيكا لها بنية تحتية جد متطورة تعرف حركة سير غير عادية بصعوبة قد تجد مكانا لركن سيارتك بل إن وفرة وسائل المواصلات المختلفة قد تغنيك عن استعمال سيارتك ، أثار انتباهي أيضا أنه أثناء سقوط الثلج يكون أصحاب المنازل ملزمين بوضع الملح فوق رصيف منازلهم حتى لا ينزلق أحد ، وفي حالة انزلاق أي مواطن بسبب عدم وضع الملح يكون ذلك سببا في المطالبة بالتعويض حسب حجم الإصابة والضرر ، الناس هناك تجاوزت التعامل بالعملة فجل المعاملات التجارية تتم بواسطة بطاقة الأداء الإلكترونية حتى عند بائع المواد الغذائية ….
الى حدود الساعة فأنا أكتب عن الجانب الإيجابي فقط لأنني سأعود لذكر السلبيات لا حقا فكما قلت سابقا أوروبا ليست فردوسا وليست بجنة وسأتحدث كيف يستغل المغاربة إخوتهم المغاربة خاصة الذي لا يتوفرون على وثائق إقامة يتعرضون لأبشع استغلال من أبناء جلدتهم ، لكن كثير من هؤلاء الإقطاعيين المغاربة حين يسقطون فالدولة البلجيكية لا ترحمهم يصل الأمر أحيانا إلى إغلاق المحل التجاري نهائيا أو أداء غرامة مالية جد مرتفعة في أحسن الأحوال ، سأتحدث أيضا عن أوضاع المهاجرين ببلجيكا عن معاناتهم عن واقعهم الحقيقي عن أولئك الذين ينامون ويفترشون الأرض بالقرب من محطة قطار بروكسيل الشمالية عن أولئك الذين يتسولون في الطرقات وعند أبواب مراكز التسوق كي لا يعتقد أحد ممن يحلم بالهجرة أنه سيبدأ بجمع الورقات النقدية عند أول قدم ….. يتبع
شكرا جزيلا .مقال أعجبني جدا. أنتظر المقال الموالي بكل شغف .