فارس الرواح
أود بداية ومن خلال بعض الحلقات الأولى أن أقدم شهادة حق في أوروبا التي رأيت وكيف وجدتها والصدمة القوية التي تلقيتها وأنا فوق الأجواء الهولندية وحتى قبل أن تهبط بنا الطائرة بمطار ايندهوفن الدولي ، بعدما كانت الإنطلاقة من مطار العروي الناظور الذي لا يمكن مقارنته بما أراه أمامي ، كانت الساعة حوالي الواحدة زولا حينما كنت أنظر من فوق سماء هولندا أحاول أن أتمالك نفسي لما أراه تحت مع أن الضباب كان كثيفا جدا حرمني من متعة المشاهدة ومع ذلك كان كل شيء أخضر اللون تصاميم البنايات رائع شوارع سيارات حافلات قطارات ….ما أجمل ما أرى ، هبطت الطائرة بسلام جلست بمكاني حتى أرى ما يفعله الأخرون لأفعل مثله ، بدأ الناس يغادرون في نظام وانتظام سألت عن حقيبتي كيف لي بها قيل لي أنها ستكون رهن إشارتي بعد دقائق ، قبل المغادرة كان لابد من ختم جواز سفري شاء حظي الجميل أن يلامس جواز سفري أنامل أنسة شقراء جميلة بادرتني بالسلام وخيرتني بين ثلاث لغات يمكننا التواصل من خلالها الهولندية الإنجليزية والفرنسية فاخترت الفرنسية لغة جاهل مثلي قبل أن تسألني عن الشخص القادم إليه وعن تذكرة العودة والمبلغ المالي الذي بحوزتي هي ثلاث أسئلة كنت على علم بها ، ولأنها كانت تعلم أنني جديد هنا وعلامات الصدمة بادية على وجهي فقد قامت من مكانها كي تساعدني في باقي الإجراءات أهمها معرفة مكان حقيبتي وكيفية تسلمها قبل أن تعود لمكانها وعملها تاركة ورائها أثرا إنسانيا في قلبي …..
أنهيت إجراءات المغادرة بنجاح تسلمت حقيبتي وجدت في انتظاري خارج مطار ايندهوفن صديقي كريم النايلي الذي اصطحبني إلى بيته مشكورا على بعد حوالي 15 كيلومترا ، فكانت فرصة لي للتمتع بروعة المناظر ، كنت انظر يمنة ويسرة حتى تقع عيني على أكبر عدد ممكن من المشاهد الجميلة فلربما لن تتكرر هذه الفرصة من جديد ، كان الأمر بالنسبة لي كفيلم وثائقي حول روعة وجمال مدينة ايندهوفن ، وصلنا الى بيته حوالي الساعة الثانية زوالا لم امكث معه طويلا لأنه كان علي أن أغادر إلى بلجيكا وإلى العاصمة بروكسيل ، توجهنا عبر سيارة صديقي إلى محطة القطار بعد حوالي ساعة من الزمن أو أقل سألني صديقي هل تعلم أين نحن الآن ؟؟؟ قلت لا قال نحن الآن ببلجيكا قلت كيف أين الحدود أين الجمارك أين الأمن أين ” جوج بغال ” ؟؟؟ رد قائلا هذه الأشياء هناك بالمغرب وعند العرب وليس هنا فنحن فعلا قطعنا الحدود الهولندية البلجيكية ومن هنا يمكنك الآن المغادرة إلى بروكسيل …
ودعت صديقي ركبت القطار بعدما أخذت تذكرتي بواسطة شباك إلكتروني وليس عن طريق ” الكورتي ” كما عندنا ، كانت الانطلاقة على الساعة 18:14 وكنت قبلها قد قمت بتصوير ورقة كتب عليها توقيت الوصول إلى كل محطة من المحطات التسع قبل محطة بروكسيل ، لا أبالغ إذا قلت أن طوال تسع محطات كان توقيت توقف القطار هو نفسه المدون على الورقة بالدقيقة ، فكان يكفي أن تشير الساعة في يدي إلى 19:38 حتى أعلم أنني فعلا قد وصلت إلى محطة bruxel noord حيث سأجد صديقي وأخي لمفضل جدرون في انتظاري … يتبع
السلام عليكم اخي فارس الرواح لا تغتر بما عند الكفار من زينة الحياة الدنيا فالله عز و جل يقول : ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ﴾ (الأنعام:44) . و قوله تعلى : ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا﴾ – ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ﴾ – ﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً﴾
﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا﴾ الإسراء:18-21
السلام عليكم ردا على الاخ البنيات التحتية و المعاملة الحسنة و الانضباط و الاحترام و الصدق وغير ذلك من الاشياءالجميلة التي تتماشى و قيم الانسان لم يكن الاسلام قط ضدها
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .
ليس من عادتي الرد على المقالات و لكن الردود دفعتي دفعا للرد ،
بداية نشكر الأخ فارس على مقاله الرائع تحس و انت تقرأه كأنك برفقة الكاتب .
تساؤل ؟ لماذا نحن قوم لا نقدر مجهود الآخر ؟
ما قام به الأخ فارس هو فقط نقل صادق لواقع ، يستحق الشكر عليه فشكرا الأخ فارس على هذا المقال الرائع ، هذا الشكر هو اقل ما تستوجبه المعاملة الحسنه و الصدق ،
يا اخواني لا نحتاج للتنظير و الكذب على أنفسنا ، هذه الأمة الأوربية أقامت العدل و أدت الحقوق لاصحابها فنصرها الله رغم كفرها ، هذه أمة المتابعة و المحاسبة هذه أمة من أين لك هذا ، هذه أمة يدخلونك المستشفى يُداووك و بعد ذلك يرسلون لك الفاتورة الى المنزل و اذا لم تقدر على الاداء تؤديها الدولة عنك في صفة هيئاتها الاجتماعية ، يداووك و إن لم تكن لك وثائق إقامة ، هنا الصحة الغذاء التعليم حق انساني و ليس حق مواطن ، هنا ينشؤون الطريق المُعبد ليبقى لعشرات السنين ، طريق معبد مع اساسٍ من الاسمنت المسلح كأنهم يبنون عمارة و بنوا جلدتنا يبنون الطرقات المعبدة لتستمر لشهر واحد .
لنكن صادقين مع أنفسنا ، الإسلام بريء منا ، نحن مسلمون بالعادة و التقليد ، أين قيم الإسلام فينا ؟ اين اخلاق سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم فينا ؟ اين من لم تنهه صلاته على الفحشاء و المنكر فلا صلاة له .
نحن كأننا في الجاهلية الأولى كما قال سيد قطب رحمه الله ، نحتاج هدم و بناء جديد من الأساس بدأً بالعقيدة .
و لرُبنا نجد في أخلاق عرب الجاهلية ما لا نجده فينا .
نحن متسلمنون و لسنا مسلمون ، يوم كان المسلمون اسما على مسمى اعزَّهم الله و كانو الأوروبيون يتفاخرون بينهم باللغة العربية و يوم ابتعدو عنه اذلهم الله و سلَّط عليهم كلابه ليستقيموا .
فلنغير أنفسنا و لا نكن كالثعلب الذي قال يوم منعه صاحب الضيعة
من السرقة : الحمد لله الذي منع عني الحرام .
استمر اخي فارس و يرحمنا الله بالقِلَّة الخيرة فينا .
قولا واحداً …..السلام عليكم .
فقد ورد في صحيح مسلم وغيره عن موسى بن علي عن أبيه قال قال المستورد القرشي عند عمرو بن العاص سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقوم الساعة والروم أكثر الناس فقال له عمرو أبصر ما تقول، قال أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لئن قلت ذلك إن فيهم لخصالا أربعا: إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة وأمنعهم من ظلم الملوك.
انتهى الكلام