عبد العزيز أكرام
بعدما قضت أسابيع بتراب المملكة بعيداً عن صخب العمل وروتين العمل خارج البلاد تستمر الجالية المغربية بأوروبا خلال الوقت الحالي في التوافد على الموانئ بغرض العودة إلى بلدان الإقامة عبر خطوط النقل البحري؛ لكن هذه العملية تصطدم عادة بعوامل مختلفة، لعل أبرزها الاكتظاظ وقلة الرحلات البحرية المتوفرة وارتفاع رسومها كذلك.
واشتكى المغاربة المارُّون خلال الأيام الماضية عبر معبر مدينة مليلية المحتلة من طوابير طويلة للمتوافدين عليه، إذ يستغرق الأمر، حسبهم، مددا زمنية طويلة، بما تسبب في “تفويت عدد منهم لمواعيد سفرهم عبر البواخر وإرباك عمل البواخر بميناء المدينة ذاتها”، مشيرين إلى ضرورة “تعبئة كل الموارد البشرية واللوجيستية التي يمكنها أن تساهم في سلاسة العمل في هذه الذروة”.
كما لفت متحدثون إلى أن “اختيار المرور عبر مدينة مليلية ليس عن طواعية؛ بل يأتي بفعل قلة رحلات السفر بالموانئ المغربية الأخرى وارتفاع تكاليفها كذلك”، مقارنة مع تلك التي يحجزون على مستواها بميناء الثغر المغربي المحتل سالف الذكر، منادين بـ”تنزيل فلسفة “عملية مرحبا” على أرض الواقع وتوفير تسهيلات المغادرة للجالية”.
“طوابير ومواعيد مرتبكة”
متفاعلا مع الموضوع، قال محمد التفراوتي، من الجالية المغربية المقيمة بفرنسا، إن “المرور عبر مدينة مليلية يعني بشكل مباشر الانتظار تحت أشعة الشمس الحارقة لساعات طويلة، حيث هناك تقريبا 4 مكاتب في الجانب المغربي هي التي تشرف على العملية؛ إذ يكون هناك قدوم للجالية قبل ساعات إلى أمام المعبر قبل دون أن تكون لديها أدنى فكرة عن موعد المغادرة والوصول إلى الميناء”.
وأضاف التفراوتي، أن “مغاربة لم يتمكنوا من اللحاق بالبواخر التي حجزوا أماكن الإركاب على مستواها، على الرغم من كونهم قدموا قبل موعد الرحلات بساعات طويلة”، مردفا: “قمنا باختيار السفر عبر مليلية إلى ملقا الإسبانية، لأن الموانئ الأخرى لا توفر البواخر بالشكل الكافي؛ وهو ما دفع كثيرين إلى اتخاذ القرار ذاته”.
ونادى المتحدث بـ”ضرورة تنزيل فلسفة “عملية مرحبا”، وتسهيل عودة المغاربة إلى ديارهم تفعيلا لما أكد عليه الملك محمد السادس، حيث إن التعقيدات إن كانت تُنم عن سعي إلى ثني الجالية من المرور عبر هذا المعبر فإن ذلك يجب أن يُقابَل بتوفير مختلف الإمكانيات اللازمة عبر البواخر وغيرها على مستوى الموانئ الأخرى. كانت لدينا رغبة في المرور عبر ميناء الناظور، على سبيل المثال؛ لكن كان هناك حجزٌ لجميع المواعيد على مستوى البواخر المتوجهة إلى الضفة الأوروبية”، مشيرا إلى تقديرات تقول بأن “أزيد من ألف سيارة تمر عبر مليلية عوضا عن الموانئ الأخرى، مع وجود ما يبرر ذلك في نهاية المطاف”.
في الحاجة إلى تحركات
من جهته، قال محمد الإدريسي، مغربي بالجمهورية الفرنسية ومن المارّين بمعبر مدينة مليلية المحتلة خلال اليومين الماضيين، إن “انتظار استكمال إجراءات المرور من المعبر ذاته يتطلب تقريبا ما يصل إلى سبع ساعات فما فوق، بفعل حجم ارتفاع منسوب أعداد المغاربة المغادرين للبلاد في هذه الظرفية التي تظل بمثابة ذروة”.
وأضاف الإدريسي، أن “تدبير هذه المرحلة يجب أن يتم على أساس تعبئة كبيرة للموارد البشرية، حيث رأينا بطئا في الإجراءات على مستوى معبر مليلية، في الوقت الذي يضطر المئات إن لم نقل الآلاف من الجالية المغربية إلى الانتظار تحت أشعة الشمس الحارقة”، مشيرا إلى أن “هذا البطء ينعكس سلبا على مواعيد انطلاق البواخر بميناء مليلية”.
وزاد: “أثّرتْ عليّ هذه المعطيات بصفة شخصية، حيث لم ألحق بالباخرة التي حجزت على مستواها من أجل الإركاب صوب إسبانيا؛ غير أن السلطات المينائية بمدينة مليلية مكنتنا بعد أزيد من يوم من الحصول على مقعد، وهو ما حصل مع كثيرين منا كجالية”، موردا أن “البواخر تحاول تعديل مواقيت رحلاتها على قدر المستطاع؛ لكن دائما ما يكون هناك تفويت مغاربة لرحلاتهم، ومن ثمّ انتظارهم إلى اليوم الموالي أو بعد ساعات طوال”.
واعتبر المتحدث أن “الجالية المغربية لا تختار المرور من معبر مليلية طواعية؛ بل يكون ذلك لمعطيات موضوعية. لعل أبرزها قلة البواخر بميناء الناظور، على سبيل المثال، وارتفاع تكاليف الرحلات مقارنة مع تلك التي نجدها بمليلية؛ فنحن مستعدون للمرور عبر ميناء الناظور.. لكن شريطة توفير كل سبل السفر السليم، حيث يتميز هذا الميناء بسلاسته في عملية طبع جوازات السفر”.