طفت على سطح العلاقات الليبية الجزائرية بوادر “اندلاع حرب” حدودية، بعد انتشار مقاطع توثق “تحركات للجيش الليبي بقيادة الجنرال خليفة حفتر، على حدود الجانبين”، وفق ما تداولته حسابات على موقع التواصل “إكس”، في ظل صمت رسمي من كلا الجانبين.
https://twitter.com/Christ24Intern1/status/1806098477245424097?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1806098477245424097%7Ctwgr%5E766cdc3e8840580e17b943f813cf6c509dd6c7a5%7Ctwcon%5Es1_c10&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.achkayen.com%2F551839%2F.html
واعتبرت بعض المصادر ، التي تداولت هذه الأنباء، أن الأمر يتعلق “بنزاع على منطقة حدودية شاسعة بين البلدين تطالب ليبيا باسترجاعها من الجزائر، وفق تعهدات سابقة للقيادة الجزائرية بعد خروجها من الاستعمار”، وهو ما يدفع للتساؤل عن تداعيات هذا الأمر، وعما إن كانت هذه التحركات بمثابة قرع لطبول حرب بين الجانبين، أم أنها مجرد ضغط ميداني للوصول إلى حل دبلوماسي؟.
https://twitter.com/larevueafrique/status/1806017507293094045?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1806017507293094045%7Ctwgr%5E766cdc3e8840580e17b943f813cf6c509dd6c7a5%7Ctwcon%5Es1_c10&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.achkayen.com%2F551839%2F.html
وفي هذا السياق، أوضح المحلل السياسي والخبير العسكري المغربي، عبد الرحمن مكاوي، أن “النزاع الليبي الجزائري حول الحدود المشتركة بين البلدين هو موضوع قديم حديث، بدأ منذ الاستعمار الفرنسي في عهد الملك إدريس السنوسي، ووعدت جبهة التحرير الجزائرية آنذاك بحل الموضوع سلميا مع الجانب الليبي وإعادة التراب الليبي إلى ليبيا، ولكن بعد استقلال الجزائر تنكرت لوعودها كما فعلت مع المغرب”.

وأضاف مكاوي، أن “القذافي رأى في الجزائر حليفا لا يمكن إزعاجه، لكن رغم تحالفهما لم يتنازل القذافي عن الحدود وعن الأراضي الليبية، ولحد الساعة لم تعترف ليبيا بالحدود المسطرة من طرف الاستعمار الفرنسي”.
وشدّد على أن “الرهانات ضخمة بين الجانبين، نظرا لأن المنطقة المتنازع عليها غنية بالمياه العذبة، وتتوفر على بحر عذب تحت الأرض بسعة 150 مليار متر مكعب، وهناك آبار للغاز والبترول مؤكدة ومعادن نادرة، وأخرى كالذهب والماس واللليثيوم وغيرها”.
لهذه الأسباب، يسترسل مكاوي، فإن “إثارة هذا الموضوع من طرف الجيش الوطني الليبي بقيادة الجنرال حفتر، لها دوافع داخلية وخارجية، نظرا للرهانات السالف ذكرها”، متوقعا أن “تقدم القوات الليبية على مهاجمة القوات الجزائرية”.
ونبه إلى أنه “مادامت تركيا ودول الخليج تلتزم الصمت حيال الموضوع، فإن الحل الدبلوماسي سيكون هو الأداة والوسيلة المثلى لحل هذا النزاع القديم، الذي يشبه لحد ما النزاع الحدودي المغربي الجزائري، رغم الوعود المتبادلة بين الجزائر وهذه الدول، ما يعني أنه لا يمكن بناء اتحاد مغاربي كبير إلا بتصفية هذه القنابل المزروعة من طرف الاستعمار من خلال مقولة خاطئة ولا تصمد أمام القانون الدولية: “الحدود الموروثة عن الاستعمار”، وهي قاعدة لا وجود لها في هذا القانون الدولي ولا في قوانين الحرب”.
وخلص إلى أن “حفتر قد يشعل الحدود الجزائرية إذا ما تشبثت الجزائر بهذه الأراضي الشاسعة، نظرا للرهانات الكبرى المتمثلة في معادن نفسية كالذهب والغاز والليثيوم المتواجد بهذه المنطقة”.