بقلم: سعيد صغير
جلست الى قبر أستاذي الجليل الأول، سيدي محند الحدوتي، الذي أتمنى لقائه في الجنة.
– سيدي أستاذي موحند، انني فقدت الذاكرة، هلا حدثتني عن اجواء الرحلة المدرسية عام 1974؟
– يا ولدي، تذكرتك، أانت المخطوف؟
– أجل أستاذ. انت من حولت الحيوان الى حلوان خلال درس المحادثة ، وهزمت الحاسد بالعطاء، لا بالمعوذتين أو بالعصا.
– مذا عساني أحكي لك؟ هل أحكي عن طعم خبز القمح ،أم عن عسل النحل. أم عن السمن، أم عن فراخ الحجل، أم عن البيض في صفة الجيرو ؟
– في البداية، احكي لي عن حبل الوريد، عن رابطة حب بين سيدي بوينون و سيدي ميمون. أحكي لي عن الأخدود، عن منبع الحياة في حجر جبل علوي. احك لي عن زمزم، الملقب أينس
– اه اني اتذكر.
و الجو ربيع. خرجنا من مدرسة فيرما أوليمان، شمش خيوط اشعتها من ذهب. نسيم البحر نقي يغذي ويشفي الصدور. خرجنا في نظام و انتظام. قلنا باسم الله . مررنا على مغارات الخنازير. كان هنا احد الاسبان يعتني بالخنازير. توقفنا اجلالا عند ضريح سيدي بوينون. صاحب السقف الذي يسقط كلما أعيد بناؤه .؟؟؟؟ هنا مقبرة قوم عمروا هذه البقعة لقرون و هاجروا. تركو أطلالا، لا تكاد ترى. بقيت فقط المقابر، تشهد على حياة اناس مروا من هنا، وكانوا يرتوون على ماء الأخدود، الذي كان يربط سيدي ميمون بسيدي بوينون.
تحركنا جنوبا لنحيىي في خشوع، شيعا من الحجل و الفراشات و مختلف انواع الطيور، منها المهاجرة ومنها من تقيم. و الحشرات بالملايين تختلف في الألوان والأشكال و الأصوات. توقفنا عند السقاية، نصيبكم في الحياة. هي نصيبكم من ماء زمزم. قلت للتلاميذ و للمخطوف. تركها الألماني تسيل، تروي الخيل و البقر، تروي الناس و الشجر. تروي كل من حل أو ارتحل. تروي كل خلق الله و حتي البشر.
قطعان من الغنم والأبقار والماعز تقضم العشب في لذة وسكون. يتبعها أطفال يلعبون و يمرحون، في أمن و أمان.
البغال و الحمير محملة بانية من فخار، تحمل الماء الى منازل أهل الدوار. الخيل ترتوي ثم تأخذ نصيبها من الاستحمام.
الكل ترويهم قطرات سخية حلوة من ماء سيدي ميمون. لقاؤهم هنا في الضحى و في كل مساء.
يتبع