زايو سيتي:
يُعرف المجتمع المحلي بمدينة زايو بنزوع أفراده نحو “المحافظة” على القيم المنظمة للعلاقات الأسرية والعائلية، والتي من بين أهم أسسها؛ احترام الوالدين ورعايتهما والإحسان إليهما.
لكن يبدو أن هذا المجتمع المحافظ صار يتخلى شيئا فشيئا عن قيمه، خاصة مع ما أصبحنا نسمعه ونقرأه يوميا من اعتداءات لفظية وجسدية تجاه الأصول (الأم والأب).
ففي غياب إحصائيات وأرقام رسمية عن الظاهرة الخطيرة، تبلغ إلى علمنا بشكل شبه يومي أخبار تتحدث عن حصول اعتداءات على الأصول، منها اعتداءات خطيرة تصل حد التعنيف الجسدي.
وبحسب معلومات استقتها زايوسيتــي من مصادر مطلعة، فإن مفوضية الشرطة بزايو تتلقى شكايات لآباء وأمهات تعرضوا لاعتداءات من طرف أبنائهم سواء اعتداء جسدي أو لفظي، بمعدل شكايتين في الشهر. وهو نفس الحال بالنسبة لمركز الدرك الملكي بزايو، ما يؤكد أن الظاهرة في تنامي خطير.
الملاحظ في الموضوع أن الأغلبية الساحقة من الوالديْن اللذيْن يتعرضان للعنف من طرف أبنائهما يكتمون الأمر في صدورهم ولا يلجأون إلى تقديم شكاية.
ويرجع عدم التوجه إلى القضاء ضد الأولاد لعدة أسباب، أهمها؛ انتشار ثقافة الفضيحة وسط المجتمع المحلي، وعدم رغبة الوالدين وخاصة الأم في وضع شكاية ضد فلذة الكبد. فهي لا تقوى على ذلك.
وباستقراء بسيط للظاهرة يتبين أن أغلب المعتدين على الأصول هم من فئة الشباب الذي يتعاطى المخدرات الصلبة، والذي يكون غائبا عن وعيه أثناء تنفيذه للاعتداء على والديه.
ما يجري بزايو يؤكد أن منظومة القيم في مجتمعنا المحلي دُمرت بسبب اتساع رقعة التواصل الافتراضي وتوغل التقنيات الحديثة من حواسيب وهواتف محمولة وأجهزة التلفاز في ثقافة الأطفال منذ الصغر، وغيّبت معها التواصل والحوار بين مكونات الأسرة ما يخلق لدى الطفل أو الشاب إحساسا بالضياع والقلق، يدفعه مباشرة إلى الانحراف واعتماد العدوانية سلوكا مباشرا ضد كل من يقترب منه.
ولا ننسى أن غياب التربية الدينية والوازع الأخلاقي وسط الكثير من الأسر بزايو أفضى إلى عقوق الوالدين وهي من الكبائر المحرمة شرعا، وتحول هذا العقوق وللأسف الشديد إلى جرائم بشعة تمارس ضد الأباء والأمهات.
وبات من الضروري إعادة النظر في طريقة تعامل الوالدين مع تربية أبنائهم، خاصة أن الكل بدأ يلاحظ نوعا من الإهمال الأسري تجاه الأبناء. فمن شأن التربية أن تعيد الوعي بالواجب الديني والأخلاقي للإنسان تجاه والديه وأصوله، والعمل بجدية وفعالية لمحاربة الهشاشة والفقر والإدمان على المخدرات.
التربية الفاسدة في زايو أنتشرت برضاء أولياءهم هاكذا يراها كل مواطن في زايو.
زيد عليها لالة دوزيم ولالة القناة الاولى بلا مننساو عمي تيكتوك وعمي يوتيوب وقبل من هذا كله المدرسة واهمال الجانب الاخلاقي والقيمي قبل المقررات والدروس… الخ.
المشكل الأكبر في الوالدين. لا الأب يقوم بدوره ولا الأم تقوم بدورها