جمال الغازي
في نوفمبر من السنة الماضية حصل حدث خطير في مدينة بوتسدام التي تقع في شرق ألمانيا، هذه المنطقة التي كانت سابقا تحت الحكم الشيوعي حيث اصبحت حاليا منطقة خصبة لنمو الفكر العنصري المتطرف والشعبوية اليمينية ، انه نقوس الخطر الذي يدق أبواب كل مهاجر او من لديه خلفية مهاجرة لعله يستيقظ قبل فوات الأوان.
كيف تم اكتشافه اذا ؟ وما هي مخططاته وغاياته؟
كشف موقع “كوريكتيف” الاستقصائي الألماني في 10 يناير عن اجتماع سري عقده متطرفون في بوتسدام خلال شهر نوفمبر 2023 في سرية تامة لو لم تفضحه الصحافة الاستقصائية ، حضره عدة مسؤولين كبار في حزب البديل من أجل ألمانيا الشعبوي التقوا في مدينة بوتسدام شرق ألمانيا بالضبط في الخامس والعشرين من نوفمبر الماضي مع شخصيات يمينية متطرفة من بينها النمساوي مارتن سيلنر، ناقشوا فيه موضوع سموه *اعادة التهجير* وهي خطة الطرد الجماعي للأجانب او للأشخاص المجنسين من اصول اجنبية ولو حصلوا على الجنسية الألمانية!
فكان هذا الخبر كالصاعقة في وقت لم يتوقعها احد ولم يكن احد متهيئ لها فبدات التعبئة بمجرد فضح هذا اللقاء الخطير بين العنصريين، كانت بالفعل صدمة مدوية عصيبة لجميع الاطياف السياسية في ألمانيا تهدد الإنسانية، الحرية والديموقراطية التي انشات عليها الدولة الألمانية الحديثة بعد الحرب العالمية الثانية، والغريب والمدهش حيث لم تفطن به جهاز الاستخبارات الداخلية رغم ان حزب البديل من أجل ألمانيا تحت المراقبة في بعض الولايات مما يدل ان قيادة حزب البديل عرف كيف يخضع عيون المخابرات .
هذه الهزة المتطرفة العنصرية كانت سببا في اخراج عدة فعاليات ومظاهرات ضخمة استجاب اليها أعداد ضخمة من السكان في عدة مدن في الأيام الفارطة، شارك فيها اقطاب سياسية بارزة في الدولة منها الرئيس الألماني السيد شتاينماير حيث قال إن المتظاهرين “يدافعون عن الجمهورية والدستور والإنسانية و المستشار الألماني السيد شولتز الذين ذكر على أن أي خطة لطرد أشخاص من أصول أجنبية هي هجوم على الديمقراطية ثم دعا شولتز الجميع إلى اتخاذ موقف من أجل اللحمة والتسامح ومن أجل ألمانيا الديمقراطية ، فكانت مناسبة للاحتجاج ضد هذا الحزب وهذا بين في اللافتات المرفوعة في التظاهرات والتصريحات اغلبيتها الساحقة تقول ان هناك اجماع قوي بين السياسيين، شخصيات دينية ورياضية ، والمحتجين الذين خرجوا إلى الشوارع كلهم نددوا بهذه الواقعة المؤلمة وحثوا الناس على الاستمرارية والتظاهر في الأحد القادم .
ان هذه التحولات في الخريطة السياسية الالمانية والتي تقول بعض المعطيات ان حزب البديل له شعبية كبيرة في ما كان يسمى _المانيا الشرقية_ اكتسبها باعتماده على اسلوب الكراهية وجعل الأجانب والمسلمين هم سبب كل المصائب في خطاباته وكتاباته التي حلت وتحل بألمانيا ومنها ما يتعلق بمشاكل في البنية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية جعل بعض المحللون يستنتجون ان هذا الحزب قد يفوز باحدى رئاسات الحكومية لبعض الولايات في الشرق وربما بمقاعد اضافية في البرلمان الاوروبي التي ستحدث في الشهور القادمة القريبة، وعليه فإنني انبه كمتتبع إلى ضرورة ان يقوم كل فاعل وناشط في ألمانيا بدوره الأخلاقي والنضالي لصد هذا التيار المتغطرس الهمجي ضد الأجانب حتى نساهم كمجتمع مدني من اصول مغربية او مهاجرة في حماية الأسس الدستورية والإنسانية التي بنيت عليها الدولة الألمانية لذلك اصبح ملزما على كل من يومن بالقيم الراقية وضد كل أشكال العنف والاقصاء ان يكون في طليعة الدفاع على هذه المكاسب في كل المواقع والحالات، حان الأوان لمغاربة ألمانيا ان يشاركوا في هذه الاحتجاجات السلمية التي تقام ضد الشعبويين المتطرفين ولابد من مشاركة بكثافة في كل استحقاق انتخابي مستقبلا حتى لا نمكن اليمين المتطرف من الصعود فالتصويت حق دستوري فيه خير كثير للأجانب اذا تم استخدامه وعدم التخفيف من اهميته علينا ان نجعل شعار المرحلة كلنا سنصوت ثم نجعله من الأولويات الملحات.