عيد العمال عيد الشغيلة، عيد الشغل، يوم العمال او فاتح ماي … كلمات لمعنى ومضمون واحد و هو يوم احتفال الطبقة العاملة بعيدها الأممي.
الطبقة العاملة او العمالية في المغرب وكساءر مثيلاتها في العالم تحتفل غدا بعيدها السنوي.
وهي في حقيقة الأمر مناسبة للوقوف على ماحققته هذه الطبقة من إنجازات طيلة السنة المنصرمة. وهي بالتالي .
محطة لتخطيط وتسطير الطموحات المستقبلية.
لمعرفة حيثيات المناسبة لا بد من الرجوع الى الفترة التاريخية التي افرزت هذه المحطة العالمية.
لقد بدا الاحتفال بعيد العمال في أستراليا، عام 1856. ومع انتشار الفكرة في جميع أنحاء العالم، تم اختيار الأول من ماي ليصبح ذكرى للاحتفال بحلول الدولية الثانية للاشخاص المشتركين في قضية هايماركت 1886.
اما قضية هايماركت فقد وقعت نتيجة للاضراب العام في كل من شيكاغو، إلينوى، والولايات المتحدة التي شارك فيها عموم العمال، والحرفيين والتجار والمهاجرين. في أعقاب الحادث الذي فتحت فيه الشرطة النار على أربعة من المضربين فتم قتلهم في شركة ماكورميك للحصاد الزراعى، وتجمع حشد كبير من الناس في اليوم التالى في ساحة هايماركت. وظل الحدث سلمياً إلى أن تدخلت الشرطة لفض الاحتشاد. فألقى مجهول قنبلة وسط حشد الشرطة.
أدى انفجار القنبلة وتدخل شرطة مكافحة الشغب إلى وفاة ما لا يقل عن اثنى عشر شخصاً بينهم سبعة من رجال الشرطة. وتلى ذلك محاكمة مثيرة للجدل، حيث تمت محاكمة ثمانية من المدعى بسبب معتقداتهم السياسية، وليس بالضرورة عن أي تورط في التفجير.
أدت المحاكمة في نهاية المطاف إلى إعدام سبعة أشخاص. حادث هايماركت كان مصدرا لغضب للناس في أرجاء العالم. في السنوات التالية، ظلت ذكرى “شهداء هايماركت” في الذاكرة ضمن العديد من الإجراءات والمظاهرات الخاصة بالأول من ماي.
واليوم أصبح الأول من ماي احتفالاً دولياً للانجازات الاجتماعية والاقتصادية للحركة العمالية. وعلى الرغم من أن الأول من ماي، هو يوم تلقى وحيه من الولايات المتحدة، فإن الكونجرس الأميركي قد خصص الأول من ماي كيوم للوفاء عام 1958، نظراً للتقدير الذي حظى به هذا اليوم من قبل الاتحاد السوفياتي انذاك. ووفقاً للتقاليد، فإن عيد العمال يحتفل به في الولايات المتحدة أول يوم اثنين في سبتمبر. وفي كثير من الأحيان وفي كثير من البلدان يتخذ الناس هذا اليوم كيوم للاحتجاج السياسي.
فباي حلة عدت يا عيد في بلدنا المغرب.
ان الطبقة العمالية لا تريد ان يكون هذا اليوم محطة شفوية لخطابات ايديولوجية، بقدرما هي مناسبة للوقوف على الانجازات التي تم تحقيقها ونافذة لابرام عقد مستقبلي لتحقيق اهداف وطموحات جديدة.
فنداء العمال اليوم الى كل النقابات والحركات العمالية الا تتخذ من هذه المناسبة ذريعة جسرية لاستغلال الشغيلة لأهداف شخصية. انها مناسبة للتقييم واستخلاص العبر وليست مناسبة للاضراب او فضح هذا او ذاك.
نعم كانت مناسبة للادلاء بالراي وفضح المستور في السبعينات والثمانينات حيث كانت التعبير عن الراي مقيدا طيلة السنة ومسموح به في فاتح ماي وفي وقت وجيز ومحدد. فلا داعي من اخذه تقلي.ا من اجل التقليد والاستعراض.
اما اليوم فعلى النقابات ان تناضل من اجل تحيق اهداف الشغيلة طيلة السنة ليبقى فاتح ماي فقط للاحتفال بالعيد وسرد المنجزات وبرمجة الطموحات. فالاحتفال يكون بمرح وفرحة وسرور وليس بالبكاء على الاطلال واالحزن والوعيد.
على النقابات اذن ان تتساءل عن مدى تحقيق الزامية واجبارية التعليم؟ فأيننا من حق الشغل والصحة والتعليم والسكن؟ وأيننا من حقوق الإنسان الأخرى؟
فهل عدت يا عيد بحلة جديدة ام لازلت بتكشيطة معهودة؟
تحية لكل الطبقة الكادحة وكل عام بحلة جديدة ان شاء الله