سعيد قدوري
غريب أمر مدينة زايو، تعيش هذه الأيام وكأنها تنتظر موعد وفاتها رسميا.. هذا هو الحال الذي أصبحت عليه هذه المدينة، مع فقدان أبنائها للأمل في غد أفضل ينتشلها من التخلف الذي تعيشه.
حتى المسؤولون الذين يتم تعيينهم لتحمل المسؤولية في زايو ينسجمون في “ديناميتهم” مع الركود الذي تشهده المدينة، فهم يتميزون بـ”الهدوء” حتى لا نستعمل عبارة أخرى أكثر وقعا ونقول “الكسل”.
ما دفعني لقول هذا الكلام، هو ما قرأته حول ترأس باشا مدينة العروي لاجتماع حول قطاع الصحة بالعروي، التي بالتأكيد لا تعيش تدهورا في القطاع كما تعيشه مدينة زايو.
دينامية باشا العروي دفعته لطلب عقد اجتماع حضرته المندوبة الإقليمية لقطاع الصحة، نسرين العمري، ومديرة المستشفى الحسني، نادية البوطي، ما يعطي الانطباع لدى الساكنة أن الأمر مأخوذ مأخذ الجد من طرف مسؤولي القطاع.
الاجتماع حضره ممثلون عن جماعة العروي وممثلين عن المجتمع المدني، بجانب مسؤولي مستشفى محمد السادس بالعروي، والهدف طبعا تدارس أوضاع هذا القطاع الحيوي على المستوى المحلي.
المثير أن دعوة باشا العروي للاجتماع جاءت بعد ورود شكايات محدودة من بعض المواطنين سَجّلوا اختلالات في تقديم الخدمات الصحية بمستشفى محمد السادس، لكن ما هو أكثر إثارة هو أن الوضع في زايو “أحلك” بكثير مما يجري بالعروي ولا مَنْ يُحرك ساكنا.
باشا زايو الذي يُفترض أن يكون أكثر حيوية لعامل السن، باعتباره لا زال شابا، يعرف جيدا الاختلالات الجمة والخطيرة في قطاع الصحة بزايو، ويعرف حجم السخط وسط الساكنة حيال هذا القطاع، لكن رغم ذلك لم يحرك ساكنا.
مستشفى القرب بزايو، لغاية اليوم، يسير بلا رأس، حيث لم يتم تعيين مدير يسهر على شرونه، ولم يتم افتتاح أغلب الأقسام، وموارده البشرية دون الحد الأدنى… كل هذا لم يكن كافيا لأن يستنفر الباشا سلطته لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وما يعطي انطباعا أن المسؤولين الإقليميين على قطاع الصحة يتعاملون بازدراء مع الوضع الصحي بزايو هو الدعوة التي سبق لجماعة زايو أن وجهتها للمسؤولتين، نسرين ونادية، لكنهما تَخلّفا عن الحضور.
اكتفاء باشا زايو بمكتبه ولجوئه لقائديْ الملحقتين الإداريتين الأولى والثانية في تدبير أمور روتينية، من قبيل الباعة الجائلين، سوف لن يُقدم الإضافة لهذه المدينة التي تحتاج لرجل سلطة قوي وحادق يضع نُصب عينيه كافة القطاعات، خاصة الحيوية منها.
باشا زايو يحب البوز فقط.