هناء الرابح إبنة مدينة الناظور الفتاة الطموحة والتي قاومت المجتمع وتحدت الإعاقة فتفوقت بإرادتها الحديدية، وبعزيمتها الصلبة استطاعت أن تحقق لنفسها مكانة مميزة في المجتمع، حيث أكملت دراستها وكونت نفسها في ظل انعدام كل آليات الولوجيات واصطدامها بواقع مرير وتحديات عدة واجهتها، وعواصف من المعاناة لم توقفها ظلت صامدة. وحصلت على رصيد معرفي مشرف وعلى شواهد دراسية عليا في مجال الإقتصاد.. ، التي تخول لها الولوج إلى سوق الشغل.
وقد سعت هناء بشغف للبحث عن وظيفة تعادل شواهدها وكفاءتها بغية تسخير كل خِبراتها وأفكارها وطاقتها في سبيل خدمة مدينتها ووطنها، وواجهت كافة الصعوبات بإصرار نابع من الثقة بالنفس، هذا من جهة.
ومن جهة أخرى أن يكون لها دخل قار يوفر لها العيش بكرامة في مدينتها بين أحضان عائلتها المحترمة، ولم تفكر قط في الهجرة إلى خارج الوطن.
ومن أجل هذا فقد اجتازت العديد من مباريات التوظيف في القطاعين العام والخاص، وتطلب منها هذا التنقل عبر عدة مدن وهي كلها أمل أن يتحقق مرادها وتحصل على وظيفة، لكن للأسف كل هذه المجهودات انتهت بالفشل بدون نتيجة…لأنهم لم يؤمنوا بكفاءتها كونها من أشخاص ذوات الإعاقة.
وبعد هذا وجدت هناء نفسها أمام أبواب مقفلة في العمل والاستقرار بمدينتها وإجهاض لأحلامها وانكسار لجوارحها، وفي ظل كل هذه الضغوطات والانكسارات التي عاشتها قررت للأسف أن تختار الاختيار الذي لم تفكر فيه من قبل…. هو الذهاب خارج أرض الوطن لعل وعسى يفتح باب أمل لم تجد بصيصآ منه في بلدها.
وبالفعل بمجرد نصف محاولة تم قبولها في بلاد تعترف بالقدرات قبل العضلات في بلاد ترى الشخص ذوي الاعاقة من اولوياتها وتقدره.
واليوم هناء ستضاف إلى القائمة الأشخاص الكفؤ الذين يهاجرون إلى خارج الوطن، وهذا أمر يؤسف ويحز في الأنفس إد نجد أنفسنا في وطننا محرومين من أبسط الحقوق بينما خارج الوطن يقدرونك ويفتحون لك الأبواب من نصف فرصة، ومن جهة أخرى يسعدنا أن أرى هناء تثبت نفسها خارج أرض الوطن ونقلت الأحلام للواقع وغيرت حالها لحال آخر في بلد آخر بعزيمة أكبر من السابق فلا الفشل انهكها ولا إهمال بلدها الحبيب هز ثقتها. فما يَسَعُنا جميعاً سوى أن نصفق ونتمنى ل هناء كل التوفيق والنجاح في حياتها المهنية والشخصية.