زايو سيتي
في زايو لن يبادر أصحاب الرساميل إلى المخاطرة بمشروع جديد إلا بعد أن يفتتح أحدهم مشروعا فينتظرون نجاحه ليفتحوا مشروعا مشابها وربما بخدمات أفضل. وهكذا يحكمون عليه بالبوار.
مناسبة هذا الكلام، ما أصبحنا نراه في مدينة زايو من استنساخ للمشاريع بشكل مثير، ينم عن افتقاد أصحاب الرساميل لحس الإبداع في إخراج مشاريعه، كما يفتقدون لحس المبادرة.
تحدثنا سابقا عن تنامي وكالات كراء السيارات، وسنتحدث اليوم عن تنامي وكالات تحويل الأموال في مدينة زايو، رغم أن التوجه العالمي يسير نحو التقليل من دور هذه الوكالات في أنشطة تحويل الأموال.
إلى وقت قريب كانت أعداد وكالات تحويل الأموال بزايو تعد على رؤوس الأصابع، لكنها اليوم أصبحت منتشرة في أغلب الشوارع الحيوية، حتى أن عددها قارب أو تجاوز العشرين وكالة.
كثرة هذه الأنواع من الوكالات يقلص بشكل كبير حجم الأرباح لدى أصحابها، خاصة في مدينة صغيرة مثل زايو، بجانب معاناتها من الأزمة الاقتصادية الخانقة.
وما يُشجع على هذا النوع من المشاريع هو تواجد عدد كبير من أبناء زايو بالمهجر، حيث يقومون بتحويل الأموال لفائدة أهلهم في مسقط رأسهم.
ولا يُتوقع أن يستقر عدد الوكالات بزايو عند العدد الحالي، فطلبات الرخص تتزايد بشكل مثير، لذلك من المرتقب فتح وكالات جديدة في أحياء أخرى من المدينة.
ويعتبر الكثيرون أن فتح وكالات تحويل الأموال في هذه الفترة يعد مخاطرة كبيرة، كون هناك تحديثات عالمية تهدف إلى القطع أو التقليل من دور هذه الوكالات.
فمستقبل التحويلات المالية بات على المحك في ظل التوجه نحو التحويل عبر تطبيقات على الهواتف المحمولة، حيث يكفي التوجه إلى أحد الشبابيك الأوتوماتيكية البنكية وسحب الأموال.
وبجانب الشبابيك البنكية الأوتوماتيكية هناك تزايد كبير في أعداد التحويلات المالية من حساب بنكي إلى آخر، ولو أن هذه الأخيرة تتأخر إلى 24 ساعة قبل أن يُسمح للمتلقي بسحب الأموال.
وهناك تطبيق هاتفي جديد يتم تطبيقه تدريجيا سيصبح معه بإمكان المغاربة أن يحولوا الأموال إلى بلدهم الأم بشكل سهل وبسيط ومجاني.
يتعلق الأمر بتطبيق Taptap Send الذي أطلق صيف 2018 في ست دول أوروبية، (المملكة المتحدة وبلجيكا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا) لتحويل الأموال نحو إفريقيا وآسيا (السينغال ومالي وغينيا وغانا والكاميرون وكوت ديفوار وكينيا ومدغشقر وزامبيا وبنغلاديش وفيتنام والكونغو الديمقراطية).
وبادر القائمون على هذا التطبيق الهاتفي الفريد من نوعه إلى إضافة المغرب مؤخرا إلى قائمة اشتغالات التطبيق على أن تعقبه دولا أخرى في المستقبل.
ويقدم التطبيق بديلا لحلول موجودة بحيث يسعى من خلال الخبرة التي راكمها لتسهيل أي تحويل للأموال من طرف المغاربة المقيمين في الخارج بأكبر قدر من البساطة وذلك بشكل مجاني دائما.
هذا التطبيق سيلقى بالتأكيد إقبالا كبيرا من المواطنين المغاربة، كونه يقطع مع التحويلات المؤدى عنها، والتي طالما شكلت موضوع استنكار من طرف الزبناء لارتفاعها.