بعد الفوز التاريخي للمنتخب المغربي على نظيره الاسباني في 6 ديسمبر 2022 في مباراة دور 16 بمونديال قطر، استهلَّ المدرب الإسباني “لويس إنريكي” المؤتمر الصحفي الذي تلا المباراة بحديثه عن لاعب خط الوسط المغربي “عز الدين أوناحي”.
وأضاف إنريكي قائلاً: “فوجئت باللاعب رقم 8 للمنتخب المغربي، يا إلهي من أين أتى هذا الرجل؟ لقد كان يلعب بطريقة مدهشة، لم يتوقف عن الركض ويبدو أنه منهك الآن، تحدثت عنه مع الطاقم الفني، فقد فاجأني بمستواه الرائع”.
عز الدين أوناحي.. البداية من المغرب
ولد عز الدين أوناحي في 19 أبريل 2022 بمدينة الدار البيضاء ثم بدأ مسيرته الكروية في المغرب مع نادي الرجاء، قبل أن يلتحق بأكاديمية محمد السادس في عام 2013، وتألق اللاعب المولود في مدينة الدار البيضاء عام 2000 مع الأكاديمية الشهيرة؛ ما فتح أمامه أبواب الاحتراف الأوروبي.
انضم عز الدين أوناحي عام 2018 لفريق ستراسبورج الفرنسي بعقد قصير الأمد، لكنه فشل في إثبات وجوده مع فريق الشمال الفرنسي؛ حيث لم يشارك في أي مباراة مع الفريق الأول ليتم تسريحه في عام 2020.
حسب “العين الإخبارية” تعاقد أوناحي خلال الميركاتو الصيفي لعام 2020 مع نادي أفرانش الناشط في دوري الهواة بفرنسا في صفقة انتقال حر، وظهر الأخير بشكل رائع في مغامرته الفرنسية الثانية، مما فتح أمامه أبواب العودة للمحترفين من بوابة نادي أنجيه.
شهدت مسيرة عز الدين أوناجي نقلة نوعية في فترة الانتقالات الصيفية الماضية، وذلك عندما تعاقد مع أنجيه حتى عام 2025، وشارك لاعب خط الوسط في 24 مباراة في مختلف المسابقات خلال الموسم الحالي أسهم خلالها في 3 أهداف ما بين صناعة وتسجيل.
يمتاز الوافد الجديد على منتخب المغرب بقدرته على اللعب في عدة مراكز في خط وسط الميدان مما يجعل منه لاعبا “جوكر” بامتياز، كما بإمكانه اللعب في مركز الوسط المدافع، بجانب الوسط المكلف بالربط وأيضا الوسط المكلف بصناعة اللعب.
حتى نهاية العام 2021، لم يكن أوناحي يملك اسماً يُذكر في الكرة المغربية؛ إذ كان خارج دائرة الأضواء في منتخب أسود الأطلس المدجج بالنجوم، لكن المدرب السابق للمغرب البوسني “وحيد خاليلودزيتش”، فاجأ الجماهير المغربية ووسائل الإعلام، وهو يوجه الدعوة للاعب ضمن قائمة المنتخب المغربي، التي كانت تستعد لخوض نهائيات كأس أمم إفريقيا بالكاميرون.
وكان خاليلودزيتش، تابع أوناحي خلال معاينته أداء زميله في الفريق ذاته سفيان بوفال وقرر دعوته لأول مرة في 22 ديسمبر 2021 لتعزيز قائمة أسود الأطلس.
ويوم 12 يناير وفي أول مباراة للمغرب في أمم إفريقيا، نال أوناحي شرف حمل قميص منتخب بلاده لأول مرة في مسيرته، قبل أن تتواصل مشاركاته؛ حيث خاض مباراته رقم 14 مع المغرب أمام إسبانيا.
على ملعب المدينة التعليمية، وأمام منتخب إسبانيا الذي رشحه الكثير من الملاحظين قبل بداية المنافسات للعب الأدوار الأولى، قدم أوناحي أداء مميزاً في وسط الميدان وأحكم سيطرته على مساحات كبيرة من الملعب رغم قوة خط وسط إسبانيا.
كما دافع دون هوادة على امتداد 119 دقيقة خاضها في المباراة بوقتيها الأصلي والإضافي، قبل أن يترك مكانه في آخر ثواني اللقاء لزميله بدر بانون.
وحقق منتخب المغرب تأهلاً تاريخياً للدور ربع النهائي من مونديال قطر 2022، ليصبح أول منتخب عربي، ورابع منتخب إفريقي بعد الكاميرون “1990” والسنغال “2002” وغانا “2010” يحقق ذلك الإنجاز في كأس العالم.
اعترف لويس إنريكي بأن المنتخب الإسباني سيطر على الملعب وخلق عديد الفرص وكاد يتقدم في الوسط، لكن الخصم كان يملك مؤهلات وخصائص دفاعية عالية، وقدم أداء دفاعياً مدهشاً.
مضيفاً: “سعيد بما قدمه منتخب إسبانيا، وأشيد بالمغرب وأهنئهم، كانوا أفضل منا في ركلات الترجيح، رقم 8 كان رائعاً، وبونو كان مدهشاً، أتمنى لهم التوفيق في الدور التالي”.
ولم تكن تصريحات مدرب منتخب “لاروخا” في حق عز الدين أوناحي سوى تأكيد على قيمته الفنية وعطائه الغزير في مباراة ثمن النهائي.
وخلال مسيرة المغرب في مونديال 2022، خاض أوناحي، كل المباريات أساسياً، لكن مدرب أسود الأطلس وليد الركراكي كان يعمد إلى تغييره في أواخر المباراة؛ إذ لعب 80 دقيقة تقريباً في كل مباراة من الدور الأول أمام كرواتيا “0ـ0” وبلجيكا “2ـ0” وكندا “2ـ1” وقدم أداء لافتاً.
قبل أن يبلغ ذروة مستواه أمام الإسبان حيث خاض 119 دقيقة بنسق بدني لافت دفع المدرب إنريكي إلى القول “لم يتوقف عن الركض ويبدو أنه منهك الآن”.
