زايو سيتي
تفاجأ الجسم الصحفي بالناظور بحكم قضائي شَكّل سابقة في المجال الإعلامي، إثر صدور حكم يغرم صحافيا رفض الكشف عن مصادره، بعدما تم استدعاؤه للإدلاء بشهادته.
وكان موقع “ناظورسيتي” قد نشر خبرا، قبل أزيد من سنة، حول شكاية تَقَدَّمَ بها أب ضد طبيب تسبب في بتر جزء من العضو الذكري لابنه أثناء عملية ختان.
ويوم الخميس الماضي، أصدرت المحكمة الابتدائية بالناظور حكما قضائيا ضد الصحافي، رمسيس بولعيون، رئيس تحرير “ناظورسيتي”، بتغريمه ب10 آلاف درهم، خلال الجلسة التي حضرها الصحافي للإدلاء بشهادته.
وبعد نشر الموقع للخبر رفع الطبيب دعوى قضائية ضد الأب لنشره شكايته إعلاميا، لتتم متابعته “ببث وتوزيع ادعاءات ووقائع كاذبة بقصد المس بالحياة الخاصة للأشخاص أو التشهير بهم؛ ونشر تركيبة من صور شخص في مكان خاص دون موافقته، والمساس بنظام المعالجة الآلية للمعطيات عن طريق نشر معطيات ذات طبيعة شخصية”.
وفي اتصال لزايوسيتي.نت بالصحافي رمسيس بولعيون، أكد أنه اُستدعي باعتباره “الممثل القانوني للموقع، وشاهدا في القضية المرفوعة بين الطبيب والأب”، مشيرا إلى أن “تشبثه بعدم الكشف عن مصدره في المقال المنشور يأتي انطلاقا من مبدأ مهني هو ضمان مصداقية المؤسسة الإعلامية ومهنية الصحافي، لأنها من الأعراف الكونية في الممارسة المهنية التي تعتبر المصدر مقدَّساً”.
ورفض رمسيس تحديد ما إن كان الأب هو مصدر معلوماته، معلنا أنه من حق المؤسسة الإعلامية عدم الكشف عن مصادرها. قبل أن يصدر القاضي قرارا بتغريمه ب10 آلاف درهم.
وتساءل الصحافي الذي استغرب الحكم، قائلا: “هل تندرج أعمال الطبيب ضمن حياته الخاصة؟ هل لأعمال الطبيب التي تشكل مخالفة قانونية علاقة مباشرة بالحياة العامة؟”، مؤكدا أن عدم كشف الصحافي عن مصادره يجد سنده في المادة 5 من القانون رقم 88.13 المتعلق بالصحافة والنشر، الذي ينص على أن “سرية مصادر الخبر مضمونة ولا يمكن الكشف عنها إلا بمقرر قضائي وفي الحالات التالية: القضايا المتعلقة بالدفاع الوطني وأمن الدولة الداخلي والخارجي؛ الحياة الخاصة للأفراد ما لم تكن لها علاقة مباشرة بالحياة العامة”.
واعتبرت النقابة الوطنية للصحافة الحكم قاسيا ويشكل سابقة في تاريخ المهنة، حيث أن الأصل هو أن تتم محاكمة الصحافي على الفعل الذي اقترفه في النشر، فيما لا يرتب القانون الجزاء على عدم الكشف عن مصادر خبره، بل يمكن معاقبته على خبر زائف منشور.
زايوسيتي.نت وإذ تورد هذا الخبر فإنها تؤكد دعمها وتضامنها مع الصحافي رمسيس بولعيون، ومع موقع “ناظورسيتي”، داعية إلى تدارك الحكم استئنافيا.