زايوسيتي.نت/ سعيد قدوري
نعود بكم من خلال صورة اليوم لحوالي 80 سنة.. هي صورة مأخوذة للموقع المسمى “سبالة العرب” بزايو، الذي كان يعج بالحياة قبل أن يتم إعدامه تدريجيا حتى صار آيلا للزوال.
صورة اليوم أُخذت سنة 1949، وفيها تظهر “سبالة العرب” التي كانت مصدر الماء لعدد كبير من القاطنين بزايو، كما كان مربو الماشية يوردون فيها ماشيتهم.
ويبدو من خلال الصورة وجود عدد مهم من الأشجار، لكن تَمَّ وأدها اليوم، كما يظهر منزلا جنوب “سبالة العرب” تم هدمه بكاملها وبناء بناية جديدة لأغراض تجارية.
وبالحديث عن الموقع، فقد عملت الإدارة الإستعمارية المحلية على إنشاء بعض الحنفيات داخل المركز وأهمها الحنفية التي كانت بالقرب من الحديقة العمومية وسط المركز، وفي سنة 1945 أقدمت على بناء سقاية العرب، المعروفة في الذاكرة المحلية “بسبالة العرب” خارج المركز.
وجاء بناؤها في الوقت الذي كانت فيه المحلات السكنية الإسبانية واليهودية والحدائق العمومية المنشأة داخل مركز زايو خلال الفترة الإستعمارية الإسبانية وبعض الضيعات الفلاحية مثل ضيعة المعمر “سانشي”، تستفيد من الماء المجلوب من عين سيدي عثمان ،كان سكان البوادي المحيطين بالمركز وخاصة من الناحية الجنوبية والغربية ثم الأهالي الوافدين على المركز وخاصة خلال الأسواق الأسبوعية ، يجدون صعوبة في ري عطشهم وعطش مواشيهم وأنعامهم.
وسمي السقاية ب”سبالة العرب” بهذا الاسم كتمييز عن ساكنة المركز المكونة أساسا من النصارى واليهود، ولكونها كانت موجه للأهالي وليس للمستوطنين، وبعد الاستقلال سنة 1956 استمرت هذه السقاية في أداء دورها حيث لا زالت ذاكرة جيل وأطفال الستينيات وبداية السبيعنيات من القرن الماضي تتذكر كيف كان الماء يتدفق من هذه السقاية التي كانت مصدر تزويد سكان البوادي المجاورين بالماء الشروب كأولاد عمامو، وأولاد علال وصبرة قبل تدخل الدولة بالمشروع السقوي.