بقلم عزالدين شملال
العيب فينا
ماذا أصاب المغاربة حتى يُجْمِعُوا على مهاجمة الحكومة بهذا الشكل؟؟!!!!! أَوَ ليست هي نَفْسُ الحكومة التي انتخبوها ومنحوا لها أصواتهم؟؟!!!! ووعدتهم على تحسين أوضاعهم وتجويد أساليب عيشهم.
ماذا فعلت المسكينة لتنال كل هذا النقد اللاذع والهجوم الشرس؟؟!!
لم تفعل شيئا غير أنها و لتفادي أزمة اقتصادية جارفة رفعت شعار الزيادة في كل شيء، والإبقاء على مداخيل السواد الأعظم من الشعب دون أدنى زيادة، لتشهد أسعار المواد الأساسية ارتفاعا صاروخيا لم يعهده المغاربة حتى إبان السياسات التقشفية والإصلاحات الهيكلية التي فرضها صندوق النقد الدولي على المغرب في الثمانينات، ورغم ذلك رفعت مع شعار الزيادة شعار الدولة الاجتماعية، ومأسست الحوار الاجتماعي في خطوة لم تسبق لها أية حكومة من قبل، فما ذنبها هي إن وافقت النقابات الأكثر تمثيلية على عرضها، وتهافتت على الفتات الذي قدمته لها في القطاع العام، و ما أجزلت به الباطرونا في القطاع الخاص.
المشكلة ليست في الحكومة ولا في النقابات، المشكلة فيمن انتخب أعضاء الحكومة واختار قيادات النقابات، المشكلة في تواطئ الجميع على الصمت، وقبول الجميع للأمر الواقع، وإعراض النُّخَب عن الانتقاد والتوجيه.
عُودوا إلى رشدكم معشر المغاربة وكُفُّوا عن انتقاد الغير، وأقبلوا على جَلْدِ ذَواتِكم حتى ترجع عن غَيِّهَا وتستنبط الدروس من أخطائها، عَلَّهَا تهتدي إلى الطريق الأَنْجَعْ لاسترجاع عِزَّتِها واختيار الأصلح لقيادتها، وعدم الاستسلام والخنوع والسكوت عن الظلم لأنه سببُ ذُلِّها وانحطاطها وفقدان كرامتها..
تصبحون عل حب وكرامة..