تتواتر ردود الأفعال حول الخرجة الأخيرة للشيخ السلفي الحسن بن علي الكتاني، الذي لمح لكون الهزة الزلزالية التي ضربت مدينة الحسيمة منتصف الأسبوع المنصرم، “غضب من الله على المنطقة”، إذ دخل قائد “حراك الريف” بالحسيمة، ناصر الزفزافي على خط تصريحات الكتاني.
وقال ناصر الزفزافي، في رسالة نقلها عنه والده احمد الزفزافي: إلى من يوحي إليه الشيطان في الساعات الأخيرة من الليل ذلك الجاهل الجهول المجهال الجويهلية، الذي تنكر لقول الله” لو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة”، وأسطر على كلمة دابة، لأنه تطاول على الدين بآرائه المليئة بتهم محشوة بازدراء فقهي إكراما لمن أوحى إليه أو أمره بذلك”. في إشارة لتصريحات الكتاني.
وأضاف ناصر الزفزافي في التدوينة التي نشرها والده على حسابه “الفيسبوكي”، بالقول: “لا والله إن الريف وأهله أعلى منه بكثير وأكبر من عقله المتكلس، لأن تعميم الاتهام لقوم أحبهم الله وهم من اشرف خلقه”.
موردا أن “التاريخ الذي يجهله صاحبنا يشهد بفخر على أن أهل الريف حاربوا الجيوش الاستعمارية الإسبانية والفرنسية وآخرون”، مضيفا أن “أهل الريف منبع الشهامة والأخلاق والقيم، لهذا نالوا رضى الله”.
واسترسل قائد حراك الريف أنه “رغم ما تعرضوا له من طرف الاستعمار بفواجع كولونيالية وتبعته مقاربات أمنية مخزنية بلغت حد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وحصار المنطقة بظهير عسكري إلى حدود، اليوم” وفق تعبيره.
وتابع “وما دمنا في رضى الله ابتلانا بالزلازل ولكن نحن الذين يقولون، لا يحمد على مكروه سواه، لهذا من الملاحظ أنه على كل من أراد أن يتعلم النبل والشرف، عليه الالتحاق بالريف لنهل ذلك من معين صحيحه”.
ودعا ناصر الزفزافي مع الكتاني بالهداية بقوله “وختاما أدعو الله أن يعيد صاحبنا إلى جادة الصواب وأن يحتاط مستقبلا كي لا يسقط في الممنوع أخلاقيا والمحظور دينيا”.
ويأتي رد الزفزافي بعدما جاء الرد سريعا على الكتاني من الباحث في الدراسات الإسلامية؛ محمد عبد الوهاب بن أحمد رفيقي، الشهير بـ”أبو حفص”، الذي قال إن “من الأساطير التي يروجها بعض الوعاظ و “الدعاة” القول بأن الزلازل وغيرها من كوارث الطبيعة غضب من الله وانتقام مِمّن مسّتهم الكارثة”.
وأردف أن “كبيرهم الذي علمهم السحر في تخاريف الإعجاز العلمي”، في إشارة إلى الكتاني، “يرى أن الزلازل تطهير للمؤمنين وعقاب للمذنبين”، و يضيف أبو حفص : “قد يُفهم مثل هذا الخطاب قديما حين كان الإنسان لا يملك أي تفسير لهذه الظواهر، فيعزوها إلى القوى الخارجية، لكن المصيبة حين تجد في عصر الانترنت والميتا والتطور العلمي الصارخ الذي فصّل كل شيء تفصيلا، من لا زال يروج لهذه الحماقات والخرافات”
ردود الفعل هاته تأتي ردا على الكتاني، بعدما دبج الأخير على حسابه الفيسبوكي تدوينة، بعد وقت قصير من الهزة التي أخرجت الناس من بيوتهم في الحسيمة، حيث قال: “يا أهل المغرب لا تظنوا الزلزال امرا طبيعيا بل هو إنذار لكن أين من يعقل”.
وجرت هذه التدوينة على الكتاني انتقادات واسعة من طرف نشطاء منصات التواصل الاجتماعي، حيت اعتبر عدد منهم أنها “تحمل في طياتها إساءة بليغة لساكنة الريف لكون الله لا يعاقب إلا القوم الضالين”.