قصص الهجرة السرية من سواحل شمال المغرب إلى إسبانيا، تحمل في طياتها العديد من القصص، تارة تكون مأساوية وتارة أخرى إنسانية، تثير مشاعر جياشة وتضامنية. وفي هذا الصدد تداولت صحف إسبانية قصة الشاب ياسين المنحدر من مدينة الجديدة، والذي قرر ركوب موج البحر بحثًا عن مستقبل أفضل.
وأوردت صحيفة “إلفارو” أن ياسين، لم ينسى أعز أصدقائه وهو يجمع أغراضه للهجرة لإسبانيا، ويتعلق الأمر بجرو صغير يبلغ من العمر ثلاثة أشهر. الصديق المقرب وإسمه “أوسكار”، عاشا مغامرة لحسن الحظ إنتهت بسلام، وذلك بعد وصولهما للسواحل الإسبانية بصحة جيدة.
لكن الذي لم يكن في الحسبان، هو أنه بمجرد أن تمكنا من الوصول إلى مدينة قادش، تم نقل ياسين إلى مركز العناية المؤقت بالأجانب CATE، في منطقة سان روكي، وتم فصله عن صديقه الجرو “أوسكار” . وقام أحد رجال الشرطة بتبني الحيوان، في إنتظار معرفة مصير ياسين .
وذكرت الصحيفة الإسبانية إن الشرطي الذي أنقذ ياسين ومرافقيه في المركب، ظل على إتصال مع الشاب المغربي بعد أن اخذ الجرو لمنزله، نظرًا لأن الكلب لا يمكن أن يكون في مركز العناية المؤقت بالأجانب، والطريف في الأمر أن مفتش الشرطة أثناء حل المشكلة، كان يعتني بالجرو، ووقع في حب الحيوان عن غير قصد ، وقام بترتيب جميع الإجراءات اللازمة للبقاء معه ومنحه منزلًا ، وأطلق عليه إسم “ريس”.
القصة لم تنتهي هنا، لأن القدر كان له قرار آخر، لأنه وفجأة ظهرت شابة تنحدر من نفس مدينة ياسين، الجديدة. فبعد أن قرأت القصة، تعرفت على الشاب ياسين من خلال ملامحه ، واتصلت بمفتش الشرطة لتطلب منه الاتصال بالشاب الذي افتقد صديقه كثيرًا. وبالفعل أجروا مكالمة فيديو، ليلتقى ياسين مرة أخرى بالجرو “أوسكار”، ولكن فقط عن بعد.
على الرغم من نزول دموع أخفت الحزن الكبير لياسين، ورغبته في معانقة “أوسكار”، فإن الشاب يدرك وضعه القانوني.ولم يتبقى لياسين سوى أن يطلب من مفتش الشرطة، البقاء مع جروه الصغير، ورؤيته من وقت لآخر، حتى يصير كلبًا كامل النمو. والمفاجئة هو موافقة المفتش على إقتراح ياسين ووعد بإعادة حيوانه الأليف عندما يستطيع ياسين الاعتناء به، و يسوي وضعيته القانونية .