من بين 19 شخصا تقول تحقيقات مكتب المباحث الفدرالية الأميركي إنهم نفذوا هجمات 11 سبتمبر الشهيرة ضد الولايات المتحدة يبرز اسم المهندس المصري محمد عطا كأشهر من نفذوا هذه الهجمات، وهو المصري الوحيد بينهم والأكثر إثارة للجدل والاهتمام من جانب الإعلام، وهو المتهم بقيادة أولى الطائرات المختطفة التي صدمت البرج الشمالي لمركز التجارة العالمي في نيويورك في ذلك الصباح الدامي.
لكن المثير أن محمد الأمير (والد عطا) نفى بشكل قاطع علاقة ابنه بالحادثة، وقال إن كل الأدلة تقطع بأن ابنه لم يشارك في هذه الهجمات، وفي مقدمة هذه الأدلة أن ابنه اتصل به بعد ساعات من الهجوم.
أمير المؤامرة
وفي ذكرى الهجمات، وصف تقرير لمجلة نيوزويك الأميركية عطا بكونه “أمير المؤامرة”، وكونه مخططا رئيسيا ومدربا ومديرا ماليا ولوجستيا وطبيبا نفسيا للخاطفين، مما جعل الجميع على المسار الصحيح ومتحفزا لمدة 19 شهرا، كما كانت لديه في النهاية سلطة اختيار الأهداف وتاريخ الهجوم، على حد قول المجلة.
ويضيف التقرير أن تنظيم القاعدة في أفغانستان أراد أن يضرب أهدافا عسكرية وسياسية ومالية في الولايات المتحدة، حيث كان زعيم التنظيم أسامة بن لادن مهتما بشكل خاص بضرب مبنى الكابيتول (الكونغرس) الأميركي، لكن عطا كانت له الكلمة الأخيرة بناء على الظروف على الأرض.
من هو محمد عطا؟
ولد محمد عطا في 1 سبتمبر بمحافظة كفر الشيخ الواقعة شمالي مصر، درس العمارة في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، وسافر لألمانيا لاستكمال دراسته في جامعة هامبورغ، حيث حصل على درجة الماجستير عام 1999.
يقول تقرير لجنة التحقيقات في أحداث 11 سبتمبر إن عطا أسس خلية لتنظيم متطرف في هامبورغ، ويعتقد أنه سافر لعدة أشهر إلى أفغانستان حيث التقى بتنظيم القاعدة.
وبحسب التحقيقات، كتب عطا وصيته في أبريل 1996، حيث تضمنت 18 بندا أوصى باتباعها عند دفنه، منها ألا يبكيه أحد، وطلب من النساء ألا يزرن قبره، وألا يزوره من لم يكن على وفاق معه في حياته.
كما تكمل التحقيقات أن عطا سافر في يونيو 2000 إلى الولايات المتحدة، حيث تعلم الطيران في فلوريدا، كما سافر إلى العديد من الولايات الأميركية، وقابل باقي الخاطفين في لاس فيغاس في غشت 2001 حيث تم وضع اللمسات الأخيرة على خطة الهجوم.
ووفقا للتحقيقات الأميركية، فإن عطا قاد الطائرة التي صدمت البرج الشمالي لمركز التجارة العالمي في نيويورك في الساعة 8:46 صباح الثلاثاء 11 سبتمبر 2001.
نفي والده
في المقابل، نفى والدا عطا مشاركة نجلهما في الهجمات، وحسب ما نشرت صحيفة الوطن القاهرة، ففي مؤتمر صحفي في جمعية المراسلين الأجانب في 25 سبتمبر 2011 نفى والده محمد الأمير الاتهام الموجه لابنه بتنفيذ هجمات 11 سبتمبر، واتهم جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد باختطاف ابنه ومسؤوليته عن الهجمات.
وذكر الأب أن ابنه اتصل به عقب الحادث بيوم من هامبورغ، وقال إنه تم الاستيلاء على الأوراق الخاصة بابنه، وكرر الأب هذه التصريحات في مقابلات مختلفة.
معتقل في غوانتانامو
في سبتمبر 2016 نقلت جريدة الأهرام عن صحيفة “إل موندو” الإسبانية حوارا مع بثينة مصطفى (والدة عطا) أكدت فيه أن ابنها على قيد الحياة، وتعتقد أنه في معتقل غوانتانامو.
وأضافت “يا ابني، أريد أن أراك قبل أن أموت، أنا في الـ74 من عمري، وأعيش على أمل أنك لا تزال على قيد الحياة، أعرف أنك لم تقترف أي خطأ، وأنك ما كنت لتفعل ما اتهموك به”.
ويعتقد البعض أنه لا يمكن أخذ كل ما كشفته التحقيقات الأميركية عقب هجمات سبتمبر بجدية تامة، لأن جهات أميركية رسمية عادت بعد سنوات وشككت في صحة بعض هذه المعلومات، حسب ما نشر موقع بي بي سي (BBC)البريطاني، وكذلك موقع سي إن إن (CNN) الأميركي.
ففي 2014 كشفت برقية لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية أن مسؤولي مكافحة الإرهاب الأميركيين شككوا عام 2003 في تقارير بأن محمد عطا قد التقى مسؤولا بالمخابرات العراقية في العاصمة التشيكية براغ قبل بضعة أشهر من وقوع الهجمات، ولم يتم الكشف عن باقي محتويات هذه البرقية.
وقالت مصادر إن عطا لم يسافر إلى أوروبا في هذه الفترة، مما يشكك في الرواية الأميركية المسبقة بأنه كان على صلة بالنظام العراقي في تلك الفترة.
وأكد ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش -في مقابلة تلفزيونية عام 2001- أن عطا ذهب إلى براغ “وقابل مسؤولا رفيعا في المخابرات العراقية في العاصمة التشيكية في أبريل، قبل عدة أشهر من الهجمات”.