زايو سيتي.نت: نور الدين شوقي
في صيف سنة 1935 زار حمو الشكري قرية زايو، لأول مرة للعمل في المجال المهني الجديد، وذلك لتوليه مهمة خليفة نائب قاضي قضاة المنطقة الشرقية الموازية لإقليم الناظور، ولا شك أنه أدرك الفرق الذي كانت عليه القرية سنة إلتحاقه بإزخنينن، لتدريس العلوم الشرعية لأبناء المنطقة والنواحي.
ويعتبر الفقيه حمو الشكري من خيرة المفكرين وذوي الرأي الذين إختاروا القيادة الفكرية والإرشاد من أجل الإصلاح وخدمة المجتمع، إذ عمل على ذلك فور عودته إلى مسقط رأسه بقلعية، بعد إكمال دراسته العلمية بجامع القروين بفاس ولكونه ينحدر من قرية “ميساديت” بقبيلة قلعية، التي أنجبت بدورها العديد من المقاومين والمجاهدين فإنه لم يكن من الغريب أن يتأثر بالأحداث والحروب التي كانت تدور بين الريفين والإسبان بشمال وشرق المغرب.
وبفطرته وإستعداده النفسي كعامة الناس لم تمنعه مهنة القضاء التي كان يمارسها بقرية زايو ، أن ينخرط في مجال المقاومة وتحرير المنطقة من الإستعمارالإسباني، لذلك يرجع له الفضل في تسليم أسلحة لمقاومين من منطقة زايو ، بعد أن لاحظ أن إمكانيات المقاومة وسائلها و معداتها الحربية تنحصر في السلاح التقليدي العتيق، كما أن الإسبان عمدوا أنذاك إلى نزع كل أنواع الأسلحة من سكان القبائل التي كانت قريبة من المركز المحدث من قبل سلطة الحماية منذ بداية إحتلال زايو سنة 1909.
وبدافع الوازع القومي والفيض العارم بالحس الوطني المناهض للوجود الأجنبي، قام القاضي حمو الشكري بتسليم الأسلحة لأبناء منطقة زايو ليقوموا بعمليات فدائية ضد المحتل الإسباني، لذا نجده يؤرخ لهذه العملية بواسطة وثيقة مكتوبة بخط يده تحمل توقيعه في يوم 25 يوليوز1954حينما كان قاضيا بزايو، يشهد فيها على نفسه بالمساعدات التي قدمها لمجاهدي منطقة زايو، والتي تتكون من ملابس عسكرية وأنواع مختلفة من المسدسات وبندقية وزعت على المجاهدين الأتية أسماؤهم كالتالي ـ السيد الحاج علال بنطالب ـ السيد الحاج صالح علال بنطالب ـ السيد ميمون حموش وسلمت لهم من قبل الضابط أشرقي أنذاك.