نورالدين شوقي باحث في التاريخ والتراث الكبداني
هل تعلم عزيزي القاريء أن مزارعي بلدة كبدانة يعدون من المغاربة الأوائل الذين إستخدموا السمك كسماد لزراعة الخضروات، وقد إستخدموه بناء على تجربة عفوية قام بها أحد المزارعين حينما دفن السمك وبعض من تقاوي البطاطس معا في التراب، ليكتشف بعد بضع أسابيع أن نبات البطاطس ينمو بشكل سليم وأن تقاويها تضاعف عددها دون تعفن. وهذه التجربة كانت سببا كافيا لمزارعي كبدانة بإستخدام السمك كسماد لغرس الخضروات منذ ذلك الحين.
.. وتحكي الروايات، أن على وقع هذا الإكتشاف، شاع خبر لدى القبائل المجاورة للبلدة مفاده: ” أن أهالي قبيلة كبدانة يغرسون السمك “؟! فتناقلته الألسن في قالب من الضحك والإستهزاء، فإنقلب المعنى الحقيقي وشُرع الباطل عكس ما يرويه الواقع، لكن لم تدوم الإشاعات طويلا حتى أتاهم الخبر اليقين من الأروبيين كالعادة، حيث إكتشف علماء الزراعة هناك أهمية غرس الأسماك مع الخضروات وخاصة منها سمك السردين، إذ توصلوا الى نتيجة علمية مفادها أن السمك يحتوي على عنصر الفوسفور، وتحلله في التربة يعطي مادة عضوية قوية تساعد على سرعة الإنبات، كما أنها تحمي الخضر من التعغن، مما يؤدي إلى مضاعفة المردودية.
وعلى هذا العهد، أي الى حين عام 1878م كانت بلدة كبدانة تعرف ثروة سمكية هائلة، وطريقة الغرس هذه لم تكن مكلفة بالنسبة إليهم، خاصة وأن الأراضي المزوعة كانت لا بأس بها مقارنة باليوم الحالي.
ومن بين الإشارات التاريخية التي تتحدث عن وفرة السمك بكبدانة نجد كتاب ” Maroc Inonnu 1893/1872″ للسيد Auguste Mouliéras، إذ ذكر في صفحة 181″، عبارة..” تعتبر ملوية من الأنهار الأكثر توفرا على السمك” كما نجد كذلك : The chafarinas islands: Forom 1848 to the benning of the 21st centry B4.Carlos Esquembri Hinojos، وهو كتاب ترجمه السيد محمد عبد المومن ويقول في صفحة 61 من الكتاب المترجم: “..مع إحتلال أراضي قبائل قلعية وكبدانة أصبح بإمكان البحارة الإسبان الإستفادة من مجال بحري واسع معروف منذ القدم بغناه من حيث الثروة السمكية وهو ما تأكد علميا بفضل النتائج التي توصلت إليها البعثة العلمية..”
وعودة الى المعلومة أعلاه، فإن طريقة زرع تقاوي الخضر بالسردين لازالت متبعة الى يومنا هذا في العديد من الدول، إلا أنها مكلفة للبعض منها، لكونها لا تمتلك ثروة سمكية معتبرة، في حين نجد أنها عملية رخيصة بالنسبة للدول التي تحتوي على ثروة سمكيه كبيرة ومهمة، وتعتبر دولة النرويج من بين أحسن الدول التي تنتج البطاطس بهذه الطريقة، لذا تجد بطاطسها هي الأجود والأغلى ثمنا في كل أسواق العالم، وذلك لإحتوائها على كمية عالية من الفسفور، والذي تنتجه طريقة زرع السمك مع تقاوي البطاطس، تماما كما كان يفعله مزارعي كبدانة قديما.
نورالدين شوقي باحث في التاريخ والتراث الكبدان
مغالطة كبيرة في المقال. لقد نسب الكاتب والباحث فعل دفن السردين الى قبيلة كبدانة. والحقيقة. ان شخص لا علاقة له بكبدانة انما كان يسكن معهم فقط. كان يبيع السمك في السوق ونظرا لغلاءه لم يشتري منه احد. فقرر دفنه عوض بيعه بثمن بخس. ولا اريد الدخول في تفاصيل اكثر.
تجربة فريدة تستحق التنويه كانوا موفقين فيها، لكن على غرار كل التجارب في بدايتها حيث تقابل بالتبخيس والاستهزاء والسخرية من لدن العاجزين والفاشلين لكون أفراد المجتمع لم يتربوا على دعم التجربة مهما كانت لربما استفادوا منها وحققت المراد.
بورك فيك أخي نور الدين على هذا التنقيب في الأرشيف.
كيف يعقل ان يكون السردين اسمدة البطاطس وهو أغلى منها ثمنا وفي كل العصور. حتى عندما كان ثمنه درهم كانت البطاطس 2 كيلو بدرهم واحد.
ممكن ان كيلو سردين يساهم في انتاج الكثير من البطاطا
ولهذا لا مقارنة بين ثمن السردين و البطاطا
تحية أخوية للباحث شوقي نوالدين
انا شخصيا استهزأت بجدي رحمه الله حينما رأيته يقوم بدفن السردين مع البطاطس ولم افهم حقيقة ما كان يفعله. لاني كنت لازلت في سن الطفولة وكان ذلك سنة 1974. اما الذي يقول على ان صاحب الحوت لم يكن من كبدانة وانه حينما لم يجد من يشتري عليه لغلاء ثمنه قد دفنه. فانا اقول له لماذا يتهم كبدانة بذلك ولماذا ينعتونهم على انهم زرعوا السمك. والى اليوم نسمع هذه المقولة؟ اذا كان فقط هذه هي القصة. فلماذا الى حد اليوم تزرع البطاطا مصحوبة بسمك السردين في العديد من الدول؟
انا شخصيا كل الروايات التي سمعتها عن غرس السمك عند كبدانة لها علاقة مع الزراعة.
نشر ثقافة الضحك على كل ما له علاقة بالهوية الامازيغية ، كان احد اشد الاسلحة البيولوجية المحضورة ، التي فتكت بتقدمنا وخدمتنا لارضنا ونحن كلنا ثقة بانفسنا .
عملية بسيطة سنركز فيها جيدا على نقد العقل :السماد الذي تم تجريبه مكلف جدا، فزرع هكتار بطاطس، يكلف مركبا كاملا للصيد!
فقط كل المركب سيذهب كسماد فقط؟
اذن العملية منطقيا سيرفضها العقل السليم، هكذا سنستخلص أن البرهان المقدم من صاحب المقال يحتاج إلى المنطق.
ملحوظة :كل الحب والتقدير للكاتب طبعا على مقاله!
نعم ما قاله الاخ شوقي صحيح في ما يخص استعمال بقايا الاسماك كسماد في زراعة الخضروات خاصة البطاطس هنا بالنرويج وهذه التجربة تقوم بها مراكز ابحاث وشركات متخصصة في عالم الاسمدة العضوية.ولكن أن يكون اجدادنا أول من استعمل هذه التقنية فهذا فخر لنا نحن المغاربة.
يعتقد بعض الاخوة ان كبدانة كانت تنتج الملايين الاطنان من البطاطس ففي ذلك العهد كانت معظم الاراضي بكبدانة بورية، ومزارعي البطاطس كانوا قليلين ويزرعونها في احواض مساحتها صغيرة.
نعم كل الروايات تؤكد ان كبدانة كانوا يزرعون البطاطس مرفوقة بالسمك
ويذهب البعض ان السردين كان غالي الثمن في حين ان السمك السردين لم تكن له اي قيمة عند هؤلاء وكانوا لا ياكلونه بل كانوا يسمونه سمك الفقراء..
وكالعادة دائما تتحفنا بمعلومة جديدة في التاريخ عزيزتحياتي لك استاذي العزيز وصديقي المحترم نوردين شوقي.
ana ma3a alkatib olhamdolah kabdana man dima 3atihom rabi alkawa olfikar oli bari istafad amrahba oli mabarich it3alam oma3arafach iskot ahsan
ممكن ان كيلو سردين يساهم في انتاج الكثير من البطاطا
ولهذا لا مقارنة بين ثمن السردين و البطاطا