سعيد قدوري
لم تشهد البشرية تطورا في موقع ما من العالم، إلا بفضل نخبها ومفكريها ومثقفيها، وما تخلفت أمة إلا جراء تسلط الجهلاء على تسيير شؤونها، فالنخبة أساس الرقي والازدهار، وهي المخطط للتنمية والدافع إلى زمرة العالم المتقدم، وعلى النقيض من ذلك، يعتبر الجهل الكابح الأساس للتطور والتنمية.
بزايو؛ تتراجع النخبة إلى الخلف تاركة المجال لمن لا يوجد بقاموسه مصطلح التنمية، ولا يعرف لها سبيلا، فبقت زايو تحت رحمة هؤلاء لعقود طويلة، أجهزت فيها أيادي البطش على كل فرص التقدم نحو مصاف المدن الراقية، لكن يبقى السؤال المحير، ما منع النخبة عن الانخراط في العمل الحزبي محليا؟
لا يختلف اثنان عن كون زايو تعج بالأطر من مختلف التخصصات، أطر إن اجتمعت وتحملت مسئولية مدينتنا، سيكون لها قصب السبق في تحقيق المرجو، وهي فرصة لتسيير جديد أساسه الرقي بزايو، وإخراج المدينة من عزلتها القاتلة والتهميش الممنهج الذي تعيشه.
لنتأمل جميعا صورة من يسيرون مدينة زايو، ومن يمسكون زمام الأمور فيها، ومن يتقدم للترشح للانتخابات، لنكتشف أن أمانة المدينة وضعت بين يدي “….”، تركت الفراغ لكم، فضعوا فيه ما تشاءون. وتأملوا في الجهة المقابلة وابحثوا عن مواقع أطر زايو، لتجدونها تحتل مكانا تحت التهميش أو تحت الغياب الاضطراري بسبب تعفن المشهد الحزبي محليا.
تفضل النخبة في كثير من الأحيان النأي بنفسها عن اللعبة الحزبية، لتترك المجال يتجدد مع كل انتخابات لمن يجيد تلقف الأصوات دون غيرها، فينجح من لا يعرف قيمة الرقي الإنساني، ويفوز ذوو المصالح الذاتية، ليتكرر مشهد الهشاشة والبؤس خلال كل ولاية جماعية أو تشريعية، ولن تجد زايو صوتا يجهر بمصالحها، ولا مدافعا عن مكتسباتها، بل يتم الاجهاز على ما بناه السابقون.
أحمد مهندس ينحدر من مدينة زايو، يمارس عمله بمدينة مجاورة لمسقط رأسه، يعلق على الأمر قائلا: “هناك من لا يريد للنخبة أن تقتحم عوالم الانتخابات، لما تشكله من قطع لأعناق الوصوليين، ممن أخذوا أمانة زايو قسرا بمساعدة أطراف لها منافع وراء هذا التهميش”.
ويضيف أحمد مصرحا: “كيف لنا أن نقتحم مجال الانتخابات؟ واللوائح مزورة، والمصوتون يأتون يوم الانتخابات من حيث لا ندري، أتعتقد معي أن الأمر متاح لك أنت النزيه وأنت الإطار وأنت الشريف الغيور على مدينتك، لتتنافس مع وجهاء الانتخابات؟ إن اعتقدت ذلك فأنت واهم.
كلام المهندس أحمد قريب إلى الواقع المعيش بزايو، فقد سبق للأحزاب بنفسها أن احتجت على اللوائح الانتخابية، وسبق لمرشحين أن أعلنوا علنا توفرهم على أدلة تثبت هول التزوير الانتخابي بزايو، وهو معطى يثبت وجود من يوجه الاستحقاقات نحو من يجهز الكرسي مسبقا على مقاسه.
فالنخبة بزايو لم تجد المجال خصبا لخوض تنافس استحقاقي الغاية منه التباري حول مصلحة المدينة، بل ما نراه فوق الميدان لا يشجع إلا على مراقبة الوضع عن بعد، وترك المجال لمن يجيد الخبث الانتخابي ليصول ويجول حتى يحين الوقت لتستفيق الساكنة على تغيير لم نعد نعرف كيفية تحقيقه.
تعالوا معي لنلاحظ من يتحرك بزايو تجهيزا للاستحقاقات الجماعية المقبلة، إنها وجوه اعتدنا تواجدها، واعتدنا سلبيتها، ولا خير مرجو من ورائها، إنها وجوه تنفر الشرفاء عن دخول الاستحقاقات، وتبعد الإطار آلاف الأميال عن التسيير المحلي.
محمد، دكتور اقتصادي يذهب إلى أمر ذو أهمية بالغة: “نخطئ حين نقول أن النخبة هي الطبقة المثقفة، بل بالنسبة إلي النخبة الانتخابية هي تلك الوجوه النزيهة التي تحمل على عاتقها تسيير مدينة أو جماعة ما، ويكون همها هو النهوض بأوضاع مدينتها، أما إن اجتمعت النزاهة والكفاءة، فذاك الكمال”.
صحيح ما قاله محمد، ابن مدينة زايو والإطار بالعاصمة الرباط، إننا في حاجة إلى مسيرين نزهاء يعتبرون نجاحهم الانتخابي بداية لعمل مضن من أجل زايو، وهمهم الوحيد الرقي بأوضاعها، فهل هذا متوفر لدينا؟ نأمل ذلك.
إن موعد الانتخابات بات قريبا، وزايو تريد أن ترى أطرها يتحملون مسئولية تسييرها، بدل أن يكونوا نشطاء جمعويين فقط، أو محتجين بشوارع زايو. فالمطلوب توفير جو ملائم يتحمل وجود غيورين على المدينة، بدل تجهيز البساط الأحمر للعابثين بمدينتنا ليتصدروا الواجهة الانتخابية في مشهد قد يحمل زايو إلى ما لا يحمد عقباه.
إن من يصف أطر زايو بالسلبية مخطئ لأبعد الحدود، إنها أطر فضلت الشارع مسرحا لحركيتها، بدل دخول مستنقع عكر يتصدره من لا يجيدون غير التحرك بحركة أسيادهم.
إنها الفرصة لمن أراد ان يخرج زايو من سباتها، ولتبدأ النزاهة من اللوائح الانتخابية التي انطلق تعديلها قبل أيام، وليوضع على رأس القيمين على العملية غير المتحزبين ممن يستحضرون ولاءاتهم على حساب الساكنة، ولتخرج السلطة من اللعبة خروجا إيجابيا، لا على شاكلة حيادها إبان الاستحقاقات السابقة.
غير ذلك لن تحمد عقباه، ولا يعرف مصير المدينة خلاله، فإن أردتم مشاركة النخبة، فحكموا النزاهة والديمقراطية الحقيقية، إما إن أردتم مشاركة السابقين، فتحملوا النتائج، تهميش، بؤس، فقر، بنية تحتية مهترئة، استيلاء على العقار… والقائمة طويلة.
غياب الإرادة والعزيمة في ابناء المدينة الكسل هو سيد الموقف بغين غير الموجود لن نصل آل شيء
سيطرت على احزاب المدينة العقلية الانتقامية وعقلية الاقصاء وعقلية جوع الكلب اتبعك حاجتك عندي حتى الانتخابات وخلصني … كيف تريدون من النخب ان تخدم اجندة احزاب لا تكون و لا تربي ثقافة المواقف والمباديء كيف للنخب ان تخدم حزبا يفرز فرقا برلمانية تجلدنا صباح مساء ولا تعود الى قواعدها والامثلة كثيرة جدا وتنطبق على جميع الاحزاب التي شكلت الحكومات الى يومنا هذا ؟؟؟
علم التسيير شيء وان تكون مهندس شيئ. والجواب الصحيح على مقال سي سعيد هو. كيف لاطار ان يتحدى من تدخل له في وظيفة. معلم. مهندس…… واللائحة طويلة.
ما المقصود بالنخبة؟ ألا يشكل الفريق الذي يدبر الشان المحلي نخبة تم اختيارها عن طريق صناديق الاقتراع ؟ انها ديموقراطية الواقع ولكل منا دوره