أربعة أسئلة مع محمد بوجيدة، الأمين الجهوي للاتحاد المغربي للشغل بالناظور
يوجد في الناظور عمال يشتغلون في مليلية لكنهم عالقون في الجانب المغربي منذ خمسة شهور، وآخرون عالقون في الجانب الآخر. ماذا يجري مع هؤلاء؟
لا يفصلنا عن مليلية سوى سياج واحد، ولو كانت هناك رغبة لحل المشكل لحل الأمر بكل بساطة. لقد تم السماح بعودة بعض العالقين بعينهم، بينما بقيت مجموعة أخرى مرمية في مليلية. وهذا لا يشرف المغرب، لأن هناك مغاربة مرميين في أزقة وشوارع مليلية. من بين هؤلاء نساء وضعن حملهن هناك. كيف أن الدولة بعثت طائرات إلى تركيا لإعادة العالقين، ولا تعيد هؤلاء الذين يفصلهم سياج واحد عن بيوتهم. في الحقيقة، لم نعد نفهم ما يجري، ربما إذا تحدثت لي عن السياسة الإسبانية سأقول لك إلى أين تتجه الأمور، لكن عندنا، هنا، لم نعد نفهم أي شيء.
وماذا عن العمال المتضررين “العالقين” في الناظور بعد إغلاق الحدود؟
هؤلاء العمال يتجاوز عددهم الـ5000 عامل. ويشتغلون لدى الإسبان بعقود قانونية ويستفيدون من الضمان الاجتماعي والتقاعد. تجدر الإشارة إلى أن الراتب الأدنى الذي يحصل عليه هؤلاء يصل إلى 500 أورو، وبالتالي هؤلاء يجلبون العملة الصعبة إلى المغرب، كما أن الراتب الأقصى يصل إلى 20 ألف درهم. لكن كل هذا قد يكون في مهب الريح في حالة فات الأوان، لأن أرباب العمل الإسبان يقولون لهم إذا لم تلتحقوا بوظائفكم، فسيتم تعويضكم بالعمال المنحدرين من أوروبا الشرقية. وهذا ليس بجديد بالنسبة للإسبان، إذ يأتون مثلا بالعمال من أوروبا الشرقية للاشتغال في حقول الفواكه الحمراء بمنطقة ويلبا. الإسبان يهددون اليوم العمال المغاربة العالقين في الناظور.
ومن يتحمل مسؤولية احتمال ضياع آلاف مناصب الشغل؟
نحن نتحدث مع السلطات المغربية من أجل إيجاد حل لهذه المشكلة، لأنه إذا أردت خلق 5000 منصب شغل في المغرب ستحتاج إلى الملايير. لهذا يجب أن نحاول البحث عن تسوية هذا الملف. كما أن المسؤولية يتحملها المسؤولون.
وماذا عن المعاناة المادية والنفسية والاجتماعية لهؤلاء العاطلين عن العمل منذ 5 شهور؟
هناك معاناة كبيرة. تخيل معي أن عاملة، مثلا، كانت تربح إلى حدود فبراير الماضي 6000 درهم شهريا مقابل عملها اليوم في مليلية، اليوم أصبحت لا تملك أي شيء. وهناك من يجب عليه دفع سومة الكراء، وعلاج الوالدين، وتكاليف تدريس الأطفال. اليوم أصبحوا في حالة يرثى لها، ولم يعد أمامهم إلا التسول.