جمال الغازي
حادث بريمن الاخير ياتي في وقت يتصاعد فيه جدل عالمي حول عنف الشرطة المفرط منذ حادث مقتل المواطن الامريكي الاسود فلويد على يد شرطي أميركي ابيض ، صحيح تختلف المشاهد والسيناريوهات من كل دولة الى اخرى ولكن العنوان البارز او”السمة المشتركة” يبقى واحد هو في كيفية تدخل الشرطة العنيف و استغلال الوظيفة لغير مصلحتها تصل الى الطغيان في هذه الحالات نشكك في العنف الشديد الذي تستخدمه في بعض الأحيان الذي قد يكون منطلقه دافع عنصري لا تراعي فيه الإنسانية وأخلاق المهنة، فحادث بريمن لا يخرج عن هذا السياق العام التي تقتل فيها الأرواح بهذه البساطة والسرعة ، وحتى اجعلكم في الصورة أروي لكم باختصار ماجرى شهدت مدينة بريمن الألمانية حدثا مروعا زوال يوم الخميس الماضي ذهب ضحيته مهاجر ا مغربيا يبلغ من العمر 54 سنة تلقى خلالها طلقتين نارية من أحد الشرطة الأربعة(اثنين منهم بزي مدني) لفظ آخر أنفاسه في مستشفى المدينة بعد مشاجرة بسبب تلقي الضحية أمرا بإخلاء المنزل دون سابق إنذار مما جعله في أزمة نفسية حادة على اثرها حضرت الشرطة بعد تلقيها مكالمة هاتفية بسبب هذا المشكل حيث كان المعني يحمل سكين وقد طلبت الشرطة من المرحوم طرح السكين في الأرض ولم يستجيب حسب الرواية الرسمية فاستعملت رذاذ الفلفل مما جعله يتوجه بالسكين الى احد أفراد الشرطة فاطلقوا عليه النار فاسقط بها على الارض فورا ، سردي هذه الواقعة المؤلمة ليس غرضها حكاية قصة او تسلية افتراضية وإنما ابتغي منها استيقاظ همم إخواننا وأخواتنا بألمانيا و المهجر ثم اضعهم في المشهد حتى يتسنى لهم إعادة النظر في الادوار التي على عاتقهم والتضامن الاخلاقي التي يجب أن يقوم به النسيج الجمعوي بألمانيا على الخصوص في نطاق هذه الطوارئ المرعبة ومنها الهجمات العنصرية دورنا ايها السادة ليس فقط في جمع التبرعات وإرسال القفف والأدوات القديمة بل علينا ايها السادة مهام مهمة رئيسية اخرى كثيرة في هذه البلدان التي فتحت لنا ابوابها، هنا اين استقرنا وأصبح البعض منا مواطنين فاعلين في هذه الدولة الديموقراطية، كان علينا ان نمطر الجهات الحكومية الألمانية بالبيانات الاستنكارية ونبرهن على تماسكنا ووحدتنا كما هو الحال عند بعض الأقليات الأخرى التي لم يمزقها الأنانية وحب التسلق والوصولية ، كان علينا ان لايمر هذا الحدث دون تدخل ممثلي الجالية المغربية بألمانيا في المواقع الإعلامية(السمعية والبصرية )ثم نجعلها فرصة تبليغ رسائل متعددة ، كان علينا ان نطرح وتكون عندنا المبادرة في طرح إشكالية كيفية تعامل و تدخل الشرطة مع اي شخص دون قتله في عالم تطور فيه العلم والمجال التقني ، كان علينا ان نوجه سؤال للوزارة الوصية على جهاز الشرطة كيف عجز أربعة أفراد من الشرطة من تهدئة الوضع دون إطلاق الرصاص على المواطن المغربي ، او حتى لماذا لم تطلق هذه الرصاصتين على ارجله مثلا تشل حركته ان كان لابد من استخدام الرصاص حسب رأي الشرطة ، هناك تساؤلات عدة حول القضية نتمنى من العدالة الألمانية النزيهة ان تحقق فيها و تحلل الوقائع وخلفياتها.
ان روح المواطنة الصادقة هي ان تحس بآلام الآخرين ومآسيهم يقتسمون معك التاريخ والجغرافيا تحتم على من يدعيها ان يكون طليعة تنويرية مناضلة، ان المواطنة الشريفة تقتضي ان نحلم بتمثيلية مغاربة العالم باسلوب ديموقراطي شفاف سيشكل لامحالة في المستقبل لوبي متماسك يترافع علينا وليس ضدنا ، ان دم اي انسان واي مواطن ليس رخيصا بهذه الدرجة يسيل دمه دون محاسبة او متابعة وعلى حماة حقوق الإنسان والكرامة ان يكونوا حصنا منيعا لتصدي الخروقات والموعقات يتجنبوا الخلافات ويركزوا على الضروريات الملحة دون الدخول في التفاصيل التي هي اصل تشتتنا وتشرذمنا.
وفي الأخير لايسعني إلا أن اترحم على الفقيد ويرزق اهله الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
هاكذا مهنة الشرطة في اي دولة إذا لم يستجب الإنسان الى أمرهم وخاصة إذا كان معه سلاح ولا علاقة لها بالعنصرية .
بعد الترحم على الفقيد أريد أن أعلق على هذا الحادث الأليم بصفتي شاهدت شريد الفيديو. الفقيد في جدال ساخن مع أربعة من أفراد الشرطة ويأمرونه برمي السكين الذي كان بيده على الأرض . الأمر هذا رفضه الجاني و- واصل التلويح بالسلاح والإقتراب من أفراد الشرطة . بعدها شرع في حركات ركض يميناً ويساراً والشرطة موجهة أسلحتها صوبه ومازالت تطالبه بإلقاء السلاح . فجأة صاح عالياً وجرى بسرعة في إتجاه أحد الأفراد . في هذه اللحظة سمعت صوت طلقتين من الرصاص ويظهر حامل السكين ساقطاً على الأرض. أنا هنا لا أدافع عن الشرطة وإنما انصح بعدم التسرع وإصدار الأحكام. ففي هذه الحادثة لم أرى ما يوحي بشكل من أشكال العنصرية رغم انني لا أنفيها في بعض الحالات . خلاصة القول أنه ليس لأحد الحق في رفع السلاح على أحد وفي هذه الحالة كان عليه الإستجابة لأوامر الشرطة مهما كانت المبررات. والله أعلم
بعد الترحم على الفقيد أريد أن أعلق على هذا الحادث الأليم بصفتي شاهدت شريط الفيديو. الفقيد كان في جدال ساخن مع أربعة من أفراد الشرطة ويأمرونه برمي السكين الذي كان بيده على الأرض . الأمر هذا رفضه الجاني و- واصل التلويح بالسلاح والإقتراب من أفراد الشرطة . بعدها شرع في حركات ركض يميناً ويساراً والشرطة موجهة أسلحتها صوبه ومازالت تطالبه بإلقاء السلاح . فجأة صاح عالياً وجرى بسرعة في إتجاه أحد الأفراد . في هذه اللحظة سمعت صوت طلقتين من الرصاص ويظهر حامل السكين ساقطاً على الأرض. أنا هنا لا أدافع عن الشرطة وإنما انصح بعدم التسرع وإصدار الأحكام. ففي هذه الحادثة لم أرى ما يوحي بشكل من أشكال العنصرية رغم انني لا أنفيها في بعض الحالات . خلاصة القول أنه ليس لأحد الحق في رفع السلاح على أحد وفي هذه الحالة كان عليه الإستجابة لأوامر الشرطة مهما كانت المبررات. والله أعلم