قبل أزمة كورونا، كنا نلهث وراء كل جديد ونسعى إلى تحقيق رغباتنا التي لا تنتهي، ولم نكن نجد وقتا للتأمل والتفكُّر ومعرفة أنفسنا، وقد يكون الحجر الصحي فرصة لنقوم بذلك ونطرح عدة أسئلة وتساؤلات على أنفسنا.
فالإنسان كما يشرح العلامة مصطفى بنحمزة يمر خلال حياته من عدة مراحل: طفولة وشباب وشيخوخة، فيجد نفسه في أرذل العمر وقد قضى حياته في اللهو ولم يختلِ بنفسه ليسائلها ويصلحها وهو ما يوضحه قولة تعالي في سورة الحديد “اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ…”.
وقد دعانا الإسلام إلى التفكر والتدبر، وأقرب شيء للإنسان نفسه، فوجب عليه أن يبدأ بها وبالغوص فيها، والوقوف عند زلاتها والعمل على تهذيبها، لأن ذلك سيكون له أثر إيجابي كبير، وقد قيل من “عرف نفسه عرف ربّه”، وهذا يعني أن الإنسان يمر إلى معرفة الله من خلال معرفة نفسه، وكلّما رأى في نفسه النقائص تذكر الكمال في الخالق عز وجل، فإذا أحس الإنسان بالضعف تذكر أن القوة من صفات الله.
العلامة بنحمزة يوصي بتجنب إهمال النفس وتجاوزها، لأن من أهملها خاب، ومن اهتم بها أفلح ووجدت الطمأنينة إلى قلبه سبيلا.