زايوسيتي
لم يكن دوار الحرشة بجماعة أولاد ستوت بإقليم الناظور معروفا قبل حلول العشرية الثانية من الألفية الحالية، غير أن فترة “الربيع العربي” جعلت من هذا الدوار حديثا للكل بالمنطقة بعد الاكتساح الكبير للبناء العشوائي لترابه.
فقبل سنة 2011 لم يكن بدوار الحرشة أكثر من 300 منزل، لكن بعد هذا التاريخ تنامت ظاهرة البناء العشوائي بشكل رهيب، فيما حدث الانفجار الكبير مع انتخابات 2015 الجماعية، حيث تم استغلال هذه الاستحقاقات لتوسيع البناء.
بعض الإحصاءات التقريبية تشير اليوم إلى وجود حوالي 700 منزل بدوار الحرشة، أغلبها لمواطنين قادمين من مناطق الداخل المغربي، وأبرزها من إقليمي تازة وكرسيف، فيما يشكل أبناء المنطقة حوالي 6 في المائة من مجموع الساكنة البالغ عددها حوالي 2400 شخص.
يشير عدد من المهتمين بالشأن المحلي بأولاد ستوت إلى أن تنامي البناء العشوائي بدوار الحرشة تسبب فيه عدد من المنتخبين لأغراض انتخابية، وهذا ما يجد تفسيره في تزامن الانفجار الكبير للبناء العشوائي بالدوار مع استحقاقات 2015. وبعد هذا التاريخ يبدو أن السلطات وضعت يدها على هذا الدوار من خلال دوريات رقابية بين الفينة والأخرى.
ومما يثير الانتباه أن عددا من القاطنين بالدوار يعمدون إلى تسييج أكثر من بقعة أرضية ووضع اليد عليها، وهي حيلة معروفة يلجأ إليها الكثيرون لعدة أهداف، ومنها؛ استغلال الوضع القائم وبيعها عشوائيا، والتفاوض مع السلطات من موقع قوة حال كان هناك أي تعويض عن الإجلاء إن حدث.
ما وقع بدوار الحرشة يعيد للأذهان سيناريو دوار عين الذيب غرب أولاد ستوت، والذي صار اليوم أحد أكبر المشاكل التي تواجهها الجماعة، رغم تدخلات عمال الإقليم مرار، ناهيك عن حجم المشاكل التي تسبب فيها هذا الدوار على مر عقود من الزمن.