زايوسيتي
هذا المقال كتبه الباحث الاسباني : فيسينتي مارتوغال الذي يعتبر احد اهم الباحثين حول المنجزات المعمارية الاسبانية بالريف وقد كان يشغل ابان فترة الاستعمار الاسباني منصب مندوب الاشغال العمومية ولديه كتاب عن زايو صدر سنة 1940 بعنوان:
El Zaio: un poblado de 500 habitantes, que alcanzará 12.000 dentro de veinticinco años
المقال:
عند التوميات , حيث الربوتان التوأمتان تتمركز قرية زايو التي كانت في ما مضى من الزمن البعيد المكان الذي كانت تحط فيه الرحال القوافل القادمة عبر ممر تازة والمتحهة نحو الجزائر,لكنها مؤخرا تحولت الى منطقة لإقامة مؤقتة للرحلات التي كان ينظمها “الروكي” (بوحمارة) انطلاقا من سلوان.
الطلائع الاولى لقواتنا الى ما وراء سلسلة جبال كبدانة ظهرت سنة 1910 وكانت ذات طبيعة محددة ألا وهي استكشاف المكان لإقامة ثكنة عسكرية ,وقد تم اختيار توميات زايو لكونها مكانا استراتيجيا يطل على سهل صبرة …
في يوم 11 ماي 1911 ارسلت احدى الفرق العسكرية تحت قيادة الجنرال لاريا لاحتلال منطقة زايو وبعدها مباشرة انطلقت اشغال البناء من اجل اقامة مركز للشرطة المحلية او ما يسمى بالمحلة ( كانت تضم عناصر مغربية و اسبانية) ومركز عسكري ومركز للخدمات.
رغم الخاصية الشبه الصحراوية لسهول صبرة فقد كانت تنتشر بها اشجار العرعار والزبوج والبطم العدسي والعليق , إلا أنه في ظل الحماية بدأ الاوروبيون الاوائل في الاستقرار بهذه المنطقة من اجل البحث عن الحطب والفحم .وهكذا بدأت النواة الاولى للسكان تنمو ببطء ليصل العدد حاليا الى 500 مستوطن, إلا ان استغلال مياه نهر ملوية أعطى دفعة استثنائية لهذه المدينة الى الحد أنه في ظرف عشرين سنة سوف يرتفع عدد سكانها من 500 الى 12 الف نسمة مما سيجعلها المركز الحيوي لمنطقة صبرة حيث سيظهر ما يربو عن اثنا عشر من التجمعات السكانية ,كل واحدة تظم حوالي 1000 نسمة
بحيث اذا ما تم تصنيع المنتجات الفلاحية لسهل صبرة بزايو وهذا شيء محتمل جدا فانه ليس غريبا ان تكتسب مدينة زايو نموا مشابها لمدينة الناظور وبالتالي قد يؤدي الى نظرة انزعاج من طرف الناظور مخافة ان تفقد مكانتها كمركز اداري وكعاصمة للجهة الشرقية بالمنطقة التي تحت الحماية الاسبانية
في جميع الحالات فان سكان مليلية الذين تعودوا على الرحلات عبر سياراتهم سيجدون في مدينة زايو مكانا رائعا للوقوف ذلك لان مدينة زايو ستصبح مدينة جذابة ومغرية بحدائقها الى جانب مميزاتها التي سبق وان ذكرناها.
لذا فان المندوبية السامية للتخطيط وضعت اجراءات من أجل وضع تخطيط محكم للمدينة قصد الحد من المضاربات العقارية والعمل على اخراج تصميم التهيئة الحضري لحل مشكل الاضاءة والعمل على فتح الطرقات الاساسية…
75 سنة مرت على المقال، فأين نحن من تنبؤات الاسباني فيسينتي مارتوغال؟؟
على ما يظهر فقد كان يخرف، و ليس أصلا هو بباحث بل هو كاتب صحفي…
اذا كان ذالك الباحث يخرف فنحن نخرب، تحية.
السلام عليكم ورحمة الله،
مقال ثمين يسلط الضوء على قرية زايو إبّان عهد الإستعمار الإسباني مبرزا أهيمة المنطقة عند المستعمر وكيف يراها الباحث مستقبلا.
وقبل أن نتهم الكاتب في نجاعة فكره واستنتاجاته وجب علينا معرفة منطلقاته ومبررات كلامه. فالمستعمر لديه إلى جانب الجيوش باحثين ومنظّرين استراتيجين يرسمون لدولتهم مستقبل مستعمراتها خطوة بخطوة وينظّرون ل 20 سنة للمستقبل أو أكثر، وهذا ما جرى مع هذا الباحث.
فلو بقي الإستعمار لأصبح زايو كما رأى الكاتب وأكثر. لأنّ إسبانيا أولت لزايو اهتماما خاصا حيث أسّست به ثكنة عسكرية ما تزال آثارها إلى جانب مستوصف مازلنا نستفيد من خدماته مرورا بمحكمة…إلخ
يؤسفني أن أذكر هذه المقولة التي تليق بهذا المقام:
إذا عرّبت خرّبت
لا أدعو إلى الإستعمار ولكن أدعو للإستفادة من باحثيه،فالحكمة ضالّة المؤمن. لو استفادت السلطات وأصحاب القرار في هذه المنطقة من هذا البحث الثمين الذي يظهر أهمية موقع زايو لكان زايو الآن فعلا مركزا هاما في منطقة الشرق الأوسط.
بوركت أخي الكريم والصديق القديم محمد مومني على الترجمة وشكرا لزايو سيتي على الإهتمام…
اتمنى على زايو سيتي ان تجمع هذا الارشيف والصور المتاحة لديها وتنظم معرض للصور خاص بتاريخ المدينة وتطورها
“إن العرب إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب، والسبب في ذلك أنهم أمة وحشية باستحكام عوائد التوحش وأسبابه فيهم، فصار لهم خُلُقاً و جَبَلة. وكان عندهم ملذوذاً لما فيه من الخروج عن ربقة الحُكم و عدم الانقياد للسياسة، وهذه الطبيعة منافية للعمران ومناقضة له”. ibn khaldoun
ربما كان يقصد 20 الف سنة!!!
السلام عليكم هذه أول مشاركة لي بموقع زايو سيتي و إنه لشرف عظيم أن أتحدث عن مدينة أعتز بها حيث خطوت هناك بزايو أولى خطوات حياتي إلى أن غادرتها مرغمة مهاجرة رفقة العائلة، فبالعودة للحديث عن مديتنا يبدو جليا أن الفاشلين قد تكالبوا عليها و استنزفوها و لم يرسموا أبدا سياسات واضحة لتطويرها و تأهيلها فالانحطاط الاخلاقي للمسؤولين الذين عمروا طويلا وعدم الحس بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم دفعهم إلى التفكير في مصالح شخصية بعيدا عن مستقبل المدينة و ما ينتظر أبناءها من تحديات و كذا ضعف التكوين لديهم ساهم أيضا في استفحال مظاهر التخلف و الفقر العشوائية…كما أن الساكنة تتحمل نصيبها من ما آل إليه الوضع بالعزوف عن الاصلاحات و عدم المشاركة في صنع القرار السياسي أو محاسبة المسؤولين عن هذا الوضع. الموضوع يطول و يطول لهذا أدعوكم و أنا كلي أمل في إنخراط المجتمع المدني لحل الوضع ااحالي و معالجة الاختلالات للنهوض بمدينتا ..