زايو سيتي – فريد العلالي
لم يكن أحد يتحدث قبل عقد من اليوم عن استقطاب الناظور للسياح، حتى مجيء وكالة تهيئة بحيرة مارتشيكا للوجود سنة 2009، والتي أعطت الأمل في تنمية سياحية بالإقليم.
هذه المؤسسة عملت على تنفيذ استراتيجية تنموية منسجمة ومبتكرة في هذا الصدد، والتي رسم معالمها صاحب الجلالة الملك محمد السادس. فأخذت في إطلاق مشاريع كبرى تهدف أساسا إلى تحقيق التنمية المستدامة والمندمجة للناظور الكبير.
مارتشيكا.. مشهد يمزج بين جمال البحيرة وتحدي بقائها جنبا إلى جنب مع المتوسط، في لوحة تشكيلية قل نظيرها.. جبل متوسط الحجم يقف وكأنه يحرس البحيرة التي تحيط به من 3 جهات، أما المدخل فتوجد به بنايات قيد الإنشاء وأخرى مكتملة البنيان.
هذا المشروع الضخم ينتصب اليوم كمشروع سياحي وحضري هام من شأنه الإسهام في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لجهة الشرق من خلال إحداث الثروة والنهوض بالتشغيل وحماية الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي للبحيرة.
تبلغ مساحة مارتشيكا 115 كلم مربع وتمتد الكثبان الرملية على طول 25 كلم يفصلها عن البحر الأبيض المتوسط، بإمكانياتها الطبيعية والإيكولوجية الغنية، تستفيد حاليا من مشروع في مستوى التزامات المغرب من أجل تحقيق التنمية في احترام تام للمتطلبات البيئية.
البحيرة من الداخل تعطي نظرة أخرى عنها، تختزل ما بباطنها، حيث تظهر مدينة الناظور من جهة، ومدينة بني أنصار من جهة أخرى، والبحر المتوسط في الأفق، وهدوء المكان يخفي تاريخا طويلا من أمم وحضارات استغلت البحيرة لمآربها الخاصة. وعلى أحد أطراف البحيرة ميناء صغير تصطف عليه يخوت خاصة، وأخرى مخصصة للقيام بجولة داخل البحيرة، بينما تنتشر مراكب صيد صغيرة في أرجائها.
البحيرة التي كانت تشكو من العديد من المشاكل البيئية، جراء مخلفات الميناء العسكري، والنفايات المتراكمة منذ عقود بسبب بعض الشركات، التي كانت تستغل البحيرة، فإن حلول وكالة مارتشيكا جعلها تتحول إلى بحيرة سياحية بامتياز، فأصبحت قبلة للمواطنين والأجانب، خاصة الإسبان منهم، فضلا عن ممارسي رياضات البحر.
المشروع الكبير لتهيئة وتأهيل موقع بحيرة مارتشيكا يتوخى إحياء هذا الفضاء الفريد، المصنف كموقع ذي أهمية بيولوجية وإيكولوجية، وأيضا على قائمة رامسار (الاتفاقية حول المناطق الرطبة) منذ سنة 2005.
وتضمنت المرحلة الأولى من المشروع تنقية بحيرة مارتشيكا، باستثمار بقيمة 1,5 مليار درهم. وكان لأشغال التنقية وقع اجتماعي هام حيث تمت تعبئة يد عاملة محلية، أصبحت على دراية بعد ذلك بالمهن المتعلقة بالبيئة.
المبادرات التي تم إطلاقها همت على الخصوص إنجاز محطة لمعالجة المياه المستعملة بالناظور الكبير وتنظيم خدمة جمع ونقل وتخزين النفايات الصلبة وإعادة تأهيل المطرح القديم وإنجاز مركز جديد للتخزين.
ومكن افتتاح ممر جديد طوله كيلومتر واحد وعرضه 300 متر من إعادة إحياء المجال البحري وعودة الطيور المهاجرة إلى البحيرة، لافتا إلى أن مراقبة الطيور يمكن أن تجتذب، وفق دراسات أولية، ما يناهز 150 ألف زائر سنويا. كما أن حماية البيئة وتثمين الواجهة البحرية والإسهام في تحسين عيش الساكنة تعد ضمن أهداف مارتشيكا ميد.
ومن بين المشاريع الرائدة أيضا، تأهيل كورنيش الناظور بوصفه قطبا حقيقيا للجاذبية الحضرية والسياحية، وذلك بفضل العديد من التهيئات المنجزة، بما فيها مسارات الدراجات وملاعب القرب ومسار طبيعي ومنتزه للألعاب وإضاءة ملائمة.
وتم إحداث الشاطئ الحضري للناظور، الذي أحدث على المطرح القديم للنفايات، انطلاقا من الرواسب الطبيعية المستخرجة من جرف البحيرة. ويروم هذا الفضاء الجديد توفير مكان للترفيه والاستجمام لزوار البحيرة، مع حماية الواجهة الساحلية، وفق ما أفاد به المدير العام لمارتشيكا ميد.
ومن أجل تيسير التنقل والولوج في محيط بحيرة مارتشيكا، جرى تهيئة المسارات، من بينها الطريق المدارية تويما التي توفر مسارا رائعا ومجهزا بالإنارة للولوج إلى البحيرة، علاوة على طريق تيركعة ومساراتها، التي تمت تهيئتها حتى تستوعب حركة التنقل.
وتعززت البنية الفندقية بالناظور بإطلاق فندق جديد، هو مارتشيكا لاغون روسورت، الذي يطل على إحدى أجمل البحيرات في حوض البحر الأبيض المتوسط. وتحتوي هذه المؤسسة الفندقية، التي تمتد على 3,75 هكتار، على 93 وحدة، على أن تفتح أبوابها رسميا في 15 يوليوز الجاري.
كما يوجد ضمن قائمة المشاريع مدينة أطاليون، وهي شبه جزيرة ذات إطلالة رائعة على البحيرة، والتي تروم توفير منتجع فريد من نوعه بميناء للترفيه ووحدات فندقية وأكاديمية للغولف، بالإضافة إلى استوديو لتحسين تقنيات الغولف من الجيل الجديد. وتضم كذلك “إقامات سكنية للأكاديمية”، التي تشكل أول مشروع سكني فاخر منجز من قبل مارتشيكا ميد، مع 145 شقة من بينها 60 مسكنا سياحيا و85 وحدة معدة للبيع.
وقد تم إعداد المدينة، التي تمتد على مساحة إجمالية تقدر ب 154 هكتارا، وربطها بمختلف الشبكات. ويوفر المرسى بشمال أطاليون، 144 فضاء للقوارب الشراعية أو ذات المحرك. وتحتوي أطاليون كذلك على 45000 شجرة و650 فيلا و2230 شقة ومنطقة للرياضة والترفيه التي تقترح مجموعة من الأنشطة، ونادي شاطئي ومطعم للغولف.
الصورة جميل جدا الواقع شيء آخر
الواقع ان السياحة في الناظور تقتصر على هذه المنطقة فقط وهذه ليست متاحة لا الفأة المتوسطة ولا إلى العادية لذلك لا يمكن أن نقول السياحة في هذه المنطقة مدرة.لدخل يمكن أن يكون بديل لشريحة كبيرة من السكان بل مجرد بهرجة من الأفق تختفي في ارض الواقع