بقلم : يونس كلة
تابعنا باهتمام شديد قرار الرحالة الشاب يحيى البريكي بخوض غمار طواف وطني يشمل جل مدن الوطن تقريبا تضامنا مع مرضى السرطان في كل بقاع المغمور، وغيرة منه على رياضة الدراجة الهوائية، تلك الغيرة التي دفعته للنضال عبر فضاء الأزرق في سبيل تخليص رياضة الدراجة الهوائية من الفساد التدبيري على المستوى الوطني، ولنشر ثقافة ممارسة رياضة الدراجة الهوائية على وجه الخصوص، والحث على ممارسة الرياضة عموما.
منذ قرابة الشهر تقريبا خرج البطل من مدينة سيدي سليمان في اتجاه مناطق الشمال راكبا دراجته الهوائية وحاملا معداته اللازمة على بساطتها، في إشارة واضحة إلى أن تحقيق النجاح في أي مجال لا يتطلب معدات عالية الجودة ولا ميزانيات ضخمة، بل يستدعي الإصرار والثبات والطموح فقط، وهو ما تأتى للرجل من خلال زيارته وطوافه على أكثر من سبعين مدينة مغربية تقريبا، من الوسط في اتجاه الشمال ثم الشرق فالجنوب عائدا إلى الوسط، ناقلا الثقافة الحسناوية والطموح الحسناوي إلى كل المدن التي مرّ منها، مرسخا رسالة إنسانية نبيلة قوامها المحبة والصداقة والإخاء بين شرائح المجتمع المغربي بثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم على غناها وثرائها الأنثروبولوجي، ما يعني أن الرجل قد راكم خلال شهر من الترحال قضاه سائحا وطائفا رصيدا ثقافيا خصبا قد يفيد به المهتمين بالشأن الثقافي بإقليم سيدي سليمان، ومن هنا الدعوة إلى عقد لقاءات فكرية وصحفية مع البطل للتعريف بغنى المغرب من حيث المناظر الطبيعية الساحرة انطلاقا مما يتوفر عليه هاتفه النقال من صور فوتوغرافية عديدة، ومن حيث اطلاعه على ثقافات الوطن الخصبة من جهة، وللحديث عن معاناته مع الطرقات لشح المعدات اللوجيستيكية التي كان يصطحبها معه من جهة أخرى، وهي دعوة صريحة للمسؤولين بالإهتمام بالشباب الطموح وبرياضة الدراجة الهوائية وتحفيزهم على ممارستها، ومن ثمة إدراك النجاح وتمثيل المغرب في المحافل والملتقيات الدولية.
لكل هذه الاعتبارات وغيرها كان لنا شرف استقبال هذا البطل صبيحة اليوم السبت الثالث من غشت من السنة الجارية رفقة ثلة من الفاعلين الجمعويين وممثلي الصفحات الإلكترونية المحلية وبعض الغيورين على الشأن العام المحلي، في غياب تام للمسئولين على الإقليم وكأن الأمر لا يهمهم، أو أن الأمر ينقص من عنجهيتهم واستعلائهم على المبادرات الشبابية الناجحة في صورة مأساوية تؤكد غياب الغيرة، ونية الدفع بعجلة التنمية إلى الأمام على مستوى الإقليم انطلاقا من هكذا مبادرات، ا وان السادة المسئولين الأعزاء لا تحركهم سوى المأدونيات التي يمكن أن تملئ بطونهم الممتلئة أصلا، لعلهم يصيبون في حضرتها فكرة التخطيط لنهب ميزانية أو اختلاس دعم موجه للفئات الهشة، وبالمقابل لا يعني ذلك أن وصول الرحالة الشاب إلى المدينة كان وصول عابر سبيل على روضة منسية، بل كان وصوله فرصة للإحتفال بالمنجز الكبير الذي حققه الرجل من لدن الشباب وبعض الوجوه الغيورة على تاريخ حسناوى وصورة المواطن الحسناوي في الداخل والخارج، إذ تم توشيح البطل بشواهد تقديرية وجوائز تحفيزية من طرف جمعيات وفيدراليات وصفحات الكترونية وبعض الأفراد الذاتيين، تشجيعا وتحفيزا له لتحقيق المزيد من النجاحات وطنيا وقاريا ولما لا دوليا، خصوصا وأنه عاد بعد إصابة في إحدى السباقات الوطنية أوقفته عن ممارسة اللعبة لسنوات.
ولا يسعنا في ختام هذا المقال البسيط سوى أن نقدم الشكر للبطل ونثمن ما فعله ونشد على يديه بحرارة جراء تمثيله لمدينة سيدي سليمان أحسن تمثيل، وتسجيله لمبادرة ناجحة ستكتب بحبر العزة والافتخار،على أمل استفاقة المسئول السليماني من سباته العميق ومسايرة النجاحات الشبابية التي ما تنفك تظهر وتستطع بين الفينة والأخرى.