سعيد قدوري
أثار انتباهي مؤخرا قيام المجلس الجماعي لزايو ببناء جناح جديد خاص بالخضر ملحق بالمركب التجاري بالمدينة، والذي تم تشييده مكان المنزل الخاص بالطبيب البيطري في وقت من الأوقات. مكمن الإثارة يتجلى في المساحة التي تم استغلالها للبناء في وقت يفتقد فيه الموقع لموقف للسيارات.
نحن بصدد الحديث عن مركب تجاري هو الأكبر بالمدينة، وشوارع محيطة به هي الأكثر حركية، وموقع هو القلب النابض لزايو، ما يعني وحود عدد هائل من السيارات، تحتاج لطرق واسعة ومواقف تسع العدد المتزايد من العربات، لكن ما نراه اليوم من غياب “للباركينغ” لا يمكنه إلا أن يكون سببا في زيادة الفوضى.
قد نكون اليوم أمام وضع يسمح نسبيا باستيعاب العدد المتوفر من السيارات بالمدينة بالمكان المذكور، لكن كيف سيكون الحال بحلول أبناء جاليتنا بموطنهم خلال الصيف؟ بل كيف سيكون الحال بعد عشر سنوات أو أكثر من اليوم؟.. الأكيد أن الوضع سيختلف وسنكون أمام اختناق خطير وسط المدينة.
وبعيدا عن المركب التجاري، يصعب على أصحاب السيارات إيجاد موقف لركن عرباتهم، لأن المدينة تفتقد ل”باركينغ” في كل حي يستوعب العدد المتزايد للسيارات بالمدينة خاصة خلال شهور الصيف، والأعياد الدينية التي تعرف زيارة أبناء زايو في الخارج لذويهم بالمدينة.
تجولك بزايو يجعلك تصادف مشاهد غير حضارية يظهر فيها منظر السيارات وهي مركونة بشكل عشوائي في شوارع المدينة، حتى أن بعضها أصبح كل من يعرفها يتجنب المرور من خلالها.
علما بأن وقوف السيارات العشوائي وغير القانوني الموجود بزايو لا يعكس ثقافة وإدراك أهل المدينة، كونهم مجبرين على الوقوف بذلك الشكل، بسبب عدم وجود مواقف خاصة للسيارات، ففي الغالب لا يتم الأخذ بالحسبان أثناء التخطيط والتأسيس للأحياء السكنية أمر مواقف السيارات. فعلى الرغم من أهمية المواقف إلا أن حجم المشكلة يزداد يوما بعد يوم في ظل استمرار إنشاء المخططات وبناء المباني الجديدة دون مواقف.
إن أزمة “الباركينغ” بزايو خلقت مشاكل بين أهل الحي الواحد، بالإضافة إلى المشاهد غير الحضارية، مثل الوقوف على الأرصفة أو الوقوف المزدوج أو أمام المحلات ومضايقة الآخرين، وربما تقع حوادث بسبب ازدحام السيارات في الشارع.
ومن بين المشاكل المرتبطة بمواقف السيارات بزايو، كون بعضها على قلته أصبح محطة للنقل السري، وهذا نتيجة غياب محطات خاصة بسيارات الأجرة وأخرى خاصة بالوجهات القروية المحيطة بزايو.