زايو سيتي – فريد العلالي
يشكل نيل تلاميذ مدينة زايو لشهادة الباكالوريا هاجسا كبيرا لعدة أسر بالمدينة، حيث تسود رغبة كبيرة في رؤية فلذات الكبد تنال هذه الشهادة التي وإن فقدت الكثير من قيمتها إلا أنها تبقى دائما بتلك الرمزية الكبرى لدى والدين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل أن يدرس أولادهم.
قيمة شهادة الباكالوريا لدى أسر زايو تكمن في كونها البوابة التي تأخذ أبناءهم نحو مصاف أكبر الكليات والمدارس والمعاهد، وهي المنفذ نحو مستقبل مهني مشرق من خلالها يختار الابن توجهه الدراسي الذي يكون في الآن ذاته توجها مهنيا. ناهيك عن أن الباكالوريا تعني استكمال المشوار الدراسي للتلميذ والتلميذة خارج هذه المدينة التي تفتقد للمؤسسات التعليمية العليا.
ومع ارتفاع نتائج الباكالوريا مقارنة بالسنوات القليلة الماضية برزت بشدة مسألة حسن اختيار التوجه، وهنا تبدأ معاناة الأسر بزايو، حيث تحتار بين عدة مؤسسات ومعاهد وكليات، والتي يكون الانتقاء لولوجها وفق ما تم تحقيقه من نقاط، وفي نفس الوقت ترقب ما ستسفر عنه النتائج من نقاط قد تحرمك من مواصلة حلمك بمدرسة ما أو قد ترفع من سقف طموحاتك إلى أكبر مما توقعه التلميذ وأسرته.
وعاينت زايوسيتي.نت حرص العديد من الآباء بالتنقل خاصة صوب مدينتي وجدة وبركان من أجل تسجيل أبنائهم بدورات تكوينية تساعد التلميذ على اجتياز مباريات ولوج المدارس العليا والكليات والمعاهد، وذلك قبل أن يتم الإعلان عن النتائج.
وأمام هذه الموجة من التكوينات برزت بشدة مسألة عدم قدرة الكثير من الأسر على تسديد واجبات التكوين، ما ينتج عنه غياب تكافؤ الفرص بين التلاميذ، فالتفوق الدراسي قد يصطدم بواقع خطير يفرض التوفر على سيولة مالية من أجل استكمال حلم الدراسة بالمعاهد العليا.
إجراء تكوينات ولوج المدارس العليا يتطلب مبالغ مالية كبيرة لا تقوى عليها الكثير من الأسر بمدينة زايو، وما يزيد من صعوبة الأمر أن المدينة تفتقد لمثل هذه التكوينات رغم وجود عدد كبير من التلاميذ المتفوقين الذين يحصلون على نتائج مبهرة لكنهم يقفون حائرين أمام عجز أسرهم على تقديم كافة الدعم المالي لهم.
تفوق تلاميذ زايو أصبح ظاهرة تلفت الانتباه، حتى أن منهم من تألق في عدة مسابقات وطنية ودولية في مجالات عدة، ما يفرض علينا التفكير في مساعدة هؤلاء التلاميذ على مواصلة التألق حتى بعد الحصول على الباكالوريا، ولو على الأقل بتنظيم هذه التكوينات بزايو.
بموازاة ظهور جيل من المتفوقين من تلاميذ زايو، ظهرت مؤخرا بقوة ظاهرة الغش والتي صار العديدون يحذرون من عواقبها بثانويتي زايو، خاصة مع وجود تلاميذ همهم الوحيد الحصول على الباكالوريا ولو بأي طريقة ممكنة، وهذا ما يقلق التلاميذ المتفوقين الذين يبذلون مجهودات كبيرة.
وقد أورد العديد من التلاميذ أنهم تأثروا نفسيا مما شاهدوه من أعمال غش لا تساعد على بذل الجهد والتنافس الشريف للحصول على شهادة تشكل مستقبل جيل بكامله بل مستقبل وطننا، فيما يبقى عزاؤهم فيما يتم تحقيقه من نتائج من قبل تلاميذ نجباء رفعوا اسم زايو عاليا.
وما بين هاجس التسجيل بالمدارس العليا وانتظار الإعلان عن نتائج الباكالوريا بزايو، تبقى الأسر المحلية على أمل توجه أبنائها توجها صحيحا يكون تتويجا لثمرة مجهود جبار طيلة سنوات من الدراسة.