زايو سيتي – فريد العلالي
تُعتبر دوْريات الحيّ تقليداً موسمياً في رمضان، ومن العادات المُتغلْغلة في الطقوس اليومية لدى بعض الشباب من مدينة زايو، خلال هذا الشهر، وتحرص بعض الجمعيات على احياءها كل سنة، ويبدأ التحضير لها في أواخر شهر شعبان، عبْر ايجاد الملعب المناسب، وتسجيل أسماء ومعلومات الفرق المشاركة.
وتشهد بعض أحياء زايو على غرار باقي مدن المملكة، احتضان هذه الدّوْرِيات، وصارت تحظى بمتابعة مهمة خاصة تلك التي تجرى بعد صلاة العصر، كالدّوري المُقام بحي “بوزوف”، وأخرى بعد التراويح في حي “معمل السكر”، وسط أجواء من الفُرجة والاستمتاع.
ولايقتـصر ذلك على الشباب فقط، بل ان كـل الفئـات العمرية تُسجل حضورها، خصوصاً الأجيال التـي أمـضت نصيباً من سنـوات شبابهـا في ملاعب الأحيـاء، وظلت وفيّـة لـهذا التقليـد السنـوي.
وتُشكل هذه الأنشطة الرياضية سلوك الفرد الصائم من جهة، وعلاقته بباقي أفراد المجتمع من جهة ثانية، وفي معاملات الناس فيما بينهم بشتى تجلياتها، معاملات تبدأ من ربط العلاقات بين أبناء الحي الواحد، ومع غيرهم من قاطني الأحياء الأخرى، حيث أضحت الدوريات الرمضانية أداةً بمقدورها جمع شمْل العديد من الأشخاص، وخلق نوع من المُتعة والترويح عن النفس.
وتعيش جُل الأحياء بزايو على ايقاع اسثنائي قبيل موعد الافطار وبعده، عنوانه الكبير ” دوريات رمضانية”، وأنت تتجوّل فيها ترْقُـب عيناك جماهير من كل الفئات العمرية، أطفال شباب شيوخ وكهول، جالسين على كراسي محمولة أو واقفين يُتابعون بشغف المباريات.
هي إذن فرجة يصنعها لاعبون من الأحياء، وجمهور أغلبه من الشباب، دوريات رمضانية تخلق الفرجة والبهجة، وتحظى بآهتمام متزايد شيئاً فشيئأً، وتُشكل مُتنفسا يغتنمه ممارسو كـرة القدم للاستمتاع باللعبة الأكثر شعبية في العالم، والحفاظ على اللياقة البدنية.
تنظيـم مـثـل هذه الدوريـات الرمضانية فُـرصة سانحـة للشباب، لاستغلال موهبتهم وقدراتهـم على احـداث التغييـر والتجديـد في حيـاتهـم اليوميـة.