زايو سيتي
لم تستغل مدينة زايو توفرها على وعاء عقاري كبير في السابق، حيث طغت العشوائية والفوضى على المشهد العام فأصبحت تعاني من مشاكل جمة في مجالها العمراني، مما بات يهدد منظرها العام ويفقدها كل أمل في خلق الجمالية وسط هذه المدينة الصغيرة.
العشوائية والفوضى بزايو أدت إلى تجاوزات واختلالات شوهت منظر هذه المدينة، فالمنازل المبنية والتي بنيت أغلبها بطريقة عشوائية لم تكن أبدا تراع جمالية المشهد، لتصبح بذلك امتدادا “لبشاعة” صورة المدينة الفاقدة لكل أسس الجمال.
فبجولة داخل زايو يتبين لك عدم عناية أغلب إن لم نقل كل المهندسين بالطابع الجمالي للبنايات التي يتكفلون بهندستها، زِدْ على ذلك غياب التخطيط العمراني للأحياء والتنسيق فيما بين البنايات، لتكون المحصلة النهائية ما نراه اليوم من كارثة عمرانية أصبحت مثالا للعشوائية وغياب الجمالية.
سوء هندسة المنازل ينضاف إليها عدم التنسيق على مستوى مختلف المشاريع القليلة التي يتم إنجازها بزايو، حيث يتم تشتيتها على أرجاء المدينة، بينما تعكف أغلب المدن اليوم على نهج سياسة الأقطاب حتى تحافظ على نسيجها العمراني موحدا ومنسجما مع ما يذهب إليه مبدأ سياسة المدينة في شكلها الحديث.
وإذا كانت عدة مدن بالمغرب قد تميزت بلون منازلها الموحد، فإن مدينة زايو عبارة عن خليط من الألوان داخل الحي الواحد بل داخل الزنقة الواحدة، مما أفقدها الجمال المفروض في مدن اليوم، وصار منظر الأحياء مشوها. في وقت ينص فيه القانون على أن كل مدينة تختار لون طلائها موحدا.
افتقاد منازل زايو للتنسيق انعكس بشكل سلبي على جمالية المدينة، فالحي الواحد أو التجزئة الواحدة إن وُجِدَتْ يظهر التفاوت الكبير على مستوى عدد طوابق بناياتها، إضافة إلى شكلها المتسم بالتنافر، في حين أنها كلها بنايات سكنية.
العشوائية بزايو تمتد إلى الفضاء العمومي، فالبنايات السكنية تأخذ أغلب مساحات المدينة، بينما يتم تجاهل المؤسسات العمومية من مدارس ومستشفيات ومراكز الأمن وأماكن الترفيه والترويح عن النفس، وهذا ما يؤدي إلى نفور الناس من المدينة، ولنا في الهجرة المتواصلة لأبنائها نحو وجهات أخرى خير مثال. كما يؤدي هذا الوضع المختل للنسيج العمراني إلى التأثير السلبي على الصحة النفسية ما يساهم في زيادة التوتر والميل نحو العنف.
ومن غرائب ما يحدث بزايو أن التجزئات السكنية القانونية ولو في حدها الأدنى قد يتعطل موعد الإفراج عنها لعقود، بينما تنبت الأحياء العشوائية في لمح البصر، وكأن هناك من يدفع نحو هذا الاتجاه، دون أن تهمه جمالية المدينة ولا نسيجها العمراني.
إن مفهوم الجمالية لا يعني القيام بحملات نظافة موسمية وغرس شجيرات هنا وهناك، بل يعني الجمالية في بعدها الشمولي المتكامل، وفق مقاييس الجمالية والاستيتيقا العمرانية. لذلك وجب التفكير في استراتيجية ذات بعد جمالي كما يحدث في مدن الجوار.