بقلم الطالب الباحث: يونس عنوري
اليقين.. تأملات في عقول العامة المشكلة اليوم أن الناس الأذكياء أميل إلى الشك، بينما، الأغبياء غارقون في اليقين المطلق “شارل بوكوفسكي”.
لطالما كان و لازال العاميون من الناس غارقون في اليقينيات و البديهيات التي يحسبونها حقائق مطلقة لايجب النبش فيها و تعريضها للسؤال و للشك، أو بتعبير ديكارت “مسح الطاولة” ، لأن الإنسان منذ نعومة أظافره ، اكتسب مجموعة من الأشياء التي تلقاها من وسطه المعاش، حقائق كانت و لازلت بالنسبة له بديهيات يجب تركها و شأنها، مسلمات بالنسبة له، و بالنسبة لعامة الناس الذين عماهم الله عن الحقيقة، بتعبير ابن رشد، الذي قسم المجتمع إلى ثلاث فئات ؛ العامة و الخاصة و خاصة الخاصة.
بمجرد أن تفكر في مناقشة شخص من عامة الناس، يجب أن تضع نصب عينيك و في الحسبان، الكثير من الشتم و القذف، و نفور الناس منك، و هنا اقصد بالناس، الأشخاص الذين إذا ما تحدثت معهم في بديهياتهم، صرت عدوا و كافرا في أعينهم، فهؤلاء إما أن توافق عن كل ما يقولونه، و إما أن تتحمل ثقل الطرد من الملة، لأن العامة عماهم الله عن الحقيقة، و لايجرؤون على مساءلة ذواتهم و مسح طاولاتهم، لأننا لا نجرؤ على رؤية الحقيقة، لأنها بشعة للغاية ، بحد تعبير العالم النفساني فرويد، لذا يكتفي هؤلاء الأشخاص بقبول أي رأي مهما كان، شريطة مطابقته للقرآن و السنة.
أما إذا كان غير كذلك، فلا مكان لهم في عقولهم، لأنهم يخافون أن تمس بديهياتهم و يرون الحقيقة مخالفة لما كانوا يعتقدونه من قبل، لأن أكبر ما يخيف هو رؤيتنا للحقيقة، مخالفة تماما عما كنا نظن.
ما يجب القيام به هو “إلجام الكلام عن العامة” ليس كل ما نقتنع به يجب أن نبوح به، فربما قد يكون خطرا، لأنه ما لم نطلق العنان لعقولنا، بالنبش في أي شيء، و التفكير في أي شيء، بالرغم من أن النبش في كل الشيء و مساءلته و النظر إليه من منظار آخر، أو من نافذة آخرى ، قد يجلب لنا اللعنة من لدن الآخر أو بالأحرى من لدن العامي، لذا لاجب مناقشة أي شخص كان، إن لم يكن تفكيره، يصب في تفكيري. علنا سلفا، قبل أن نناقش شخصا ما، معرفة أي نوع من العقول يمتلك، فإذا كان منبع تفكيره،
قد لا يجلب لك اللعنة و الطرد من الملة في تعبيرهم، فلا تتردد في الغوص معه في أغوار الفكر، أما إذا كان عكس ذلك ، فما عليك سوى إلجام الكلام لأنه إذا ما ناقشت جاهلا غلبك. بقلم الباحث: يونس عنوري
رائع واصل
حفريات وجيهة و سديدة في عقول العامة تنم عن ميلاد باحث سيكون له شأن عظيم في المستقبل، و قد عاينت عن كثب- حينما كان تلميذا في قسمي – شغفه بالبحث وطرح الأسئلة الوجيهة ، وجلده في تجشم مشاق البحث رغم صغر سنه. أرجو لك النجاح في مضمار البحث ، واصل ، والسلام ختام.
استشهادك بابن رشد في المقال جعلني اتساءل حول موقف ابن رشد نفسه من الحقيقة. اعتبره موقف ضبابي ومن المحتمل كان يريد تفادي البوليميك مع فلاسفة عصره. حيث كان يؤمن بان الانسان يمكن ان يصل الى الحقيقة سواء عن طريق العلم او عن طريق الدين. حسب ابن رشد ليس هناك اشكال اي طريق نتبعه في بحثنا عن الحقيقة الشيء الذي يتناقض مع مااستدرجته في مقالك. مع العلم انه احيانا ايجاد السؤال اللائق هو اصعب من اعطء الجواب. الرجوع الى ابن تميمية قد يفسر الكثير من سلوك الانسان العادي. اعتبر مقولته الاتية كنقطة تامل: العلم ما قام الدليل عليه والنافع منه ما جاء به الرسول
تحياتي