زايو سيتي / سعيد قدوري
كتبنا نهاية الأسبوع الماضي مقالا تحت عنوان: “مدارة طرقية بزايو تثير السخرية وتعطي صورة عن فشل سياسة المدينة”، وفيه تطرقنا لغياب مقومات الجمال عن مدينة زايو، حيث أشرنا إلى الإجهاز على بعض المآثر التاريخية، وذكرنا عددا منها.
أحد المعلقين على الموضوع أشار في تعليقه إلى أننا ذكرنا مجموعة من المآثر التاريخية بزايو لكننا نسينا معلمة مهمة هي؛ “المدرسة الإسبانية بزايو”، وهي معلمة لم أن شخصيا أعتقد أنها كانت موجودة بالمدينة.
وبعد بحث في الموضوع تأكدنا أن المدرسة الإسبانية بزايو تواجدت خلال الفترة الكولنيالية بالمنطقة، حيث كان يدرس بها أبناء الإسبان قبل أن تتحول إلى مدرسة مغربية بعد استقلال بلادنا. لكن هذا المكان التراثي لم يعد اليوم موجودا بزايو، ما يحيلنا على مآثر أخرى انمحت بشكل نهائي من المدينة.
زايوسيتي.نت وسعيا منها لربط التاريخ بالحاضر حول المدينة، ستعمل على نشر موضوع تتطرق فيه للأدوار التي لعبتها المدرسة الإسبانية بزايو، وأين تواجدت بالضبط بالمدينة؟
لكن قبل الخوض في الموضوع لاحقا نريد فقط أن نطرح بعض التساؤلات؛ أين اختفت المدرسة الإسبانية؟ هل لقيت مصير الكنيسة الكاثوليكية؟ أي منشأة حلت مكانها؟ من المستفيد من طمس المآثر التاريخية بزايو؟ أما السؤال الصعب؛ من أخذ أو عبث بالوثائق التي كانت بداخل المدرسة؟ علما أنها هذا كله يشكل تراثا إنسانيا للمنطقة.
الصورة من أرشيف زايو
اعتقد انها مدرسة ابن بسام
المعالم التاريخية تندثر بمدينة زايو وليس هناك اية اشارة من أي مسؤول عن ضروروة الحفاظ على هذا التراث ويبدو أن المسألة يتولاها سماسرة العقار وصائدوا الفرص الذين يستغلون مناصبهم للسيطرة على هذه الاثار التي يجب أن تتحول الى ارث تاريخي للحفاظ عليه وليس لنهبه والسيطرة عليه أو تركه يندثر. اكبر جريمة تراثية ارتكبها المسؤولون هي تخليهم عن القيادة القديمة التي تحولت الان الى ركام والى ملاذ للمتشردين بل تم تدمير معالمها وقد تأثرت كثيرا حين رأيت كيف تم تخريب الفايونس الذي كان يميز تلك القيادة وكيف خربت تلك المكاتب الجمبلة… انها جريمة تراثية بكل المقاييس. ويتبججون بكونهم رسل التنمية ولا علاقة لهم بالتراث ولا برامج لحمايتها. انظروا الى سبالة العرب كيف يريدون التخلص من معالمها.. انها شاهد عصر على فترة معينة من تاريخ المدينة.. وا أسفاه على مديتني. انظروا الى الحديقة الدائرية بوسط المدينة كيف اصبحت عبارة عن خراب وكيف يتم تخريبها…
أما بالنسبة للمدرسة الاسبانية فقد تمت السيطرة عليها وتغيير معالمها بشكل ذكي دون اشعار مسبق ودون وجه حق بل كل العقارات المجاورة لها والمقابلة سيطر عليها من كانت لهم فرصة التموقع بجزيرة السماسرة والمتسلطين .. اتحداهم ان كان لهم وثائق تثبت ملكيتهم لتلك العقارات الكولونيالية واتحداهم ان يقولوا للرأي العام أن لديهم هذه الوثائق. الان نرى برج الحمام الذي سينهار و اما الكنيسة فقد تم بيعها بالرغم من انه لا يوجد اي قانون في العالم يجيز بيع الكنائس.. وما خفي أعظم.. السؤال المطروح: ما هي الجهة المسؤولة ومن هم المسؤولون عن ضياع تراث المدينة ..؟؟؟؟
الان نسمع أن القلعة او القشلة سيتم بيعها أو تم بيعها.. ويبدو أن هناك خطة لطمس معالمها والسيطرة عليها بالرغم أن موقع هذه المعلمة يمكن استغلاله للصالح العام وليس لسماسرة العقار..
على الساكنة أن تتصدى لهذه المهزلة وان تحمي ما تبقى من تراثنا
حكاية زايو مع التاريخ خطيرة جدا لأن الذي كان مفروضا فيه الدافع عن تاريخنا هو من نفذ عملية سطو خطيرة عليه، وأنتم تعلمون جيدا إلى ماذا تحولت المدرسة الإسبانية ومن يقطن فيها حاليا، لكن الكل يفضل السكوت حتى وصلنا لحال انسدت فيه كافة الآفاق في وجهنا وفي وجه التنمية بزايو.