زايو سيتي: الداعية أياو حكيم
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً، قيماً لينذر بأساً شديدا من لدنه، ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً حسناً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، وبعد.
أيها الاخوة والأخوات مشاهدي موقع زايو سيتي.نت أتحدث إليكم من هذا المنبر في حلقات بعنوان” وقولوا للناس حسنا”.
والذي دفعني إلى اختيار هذا الموضوع ما أراه وأسمعه من تدهور أخلاق كثير من المسلمين وتراجعها في خير أمة أخرجت للناس.
ما أحوجنا اليوم دون غيره إلى أخلاق الإسلام فنمارسها سلوكاً في الحياة في زمن طغت فيه المادة وضعفت فيه القيم وفهمت على غير مقصدها وغاياتها، وتنافس الكثير من أبناء هذه الأمة على الدنيا، ودب الصراع بينهم من أجل نعمة زائلة أو لذة عابرة أو هوى متبع!!.
ما أحوجنا إلى أخلاق الإسلام ونحن نرى التقاطع والتدابر والتحاسد على أبسط الأمور وأتفه الأسباب!!.
ما أحوجنا إلى أخلاق الإسلام ونحن نرى جرأة كثير من الناس على الدماء والأموال والأعراض دون وجه حق أو مسوِّغ من شرع أو قانون..
أصبحت صحف الأخبار والقنوات الفضائية وغيرها لا يصدر أخبارها في كل يوم إلا أخبار دمائنا المسفوكة وأعداد قتلانا وضحايانا وكوارثنا ومشاكلنا، وفي كل أقطارنا وعالمنا الإسلامي والعربي الفسيح.
ما أحوجنا إلى أخلاق الإسلام وتوجيهاته ونحن قطيعة الرحم وضعف البر والصلة وانعدام النصيحة والنتزاع والرحمة والمحبة والتآلف بين كثير من الآباء والأولاد والجيران والأساتذة والتلاميذ والطلبة والبائع والمشتري والموظف والموطن وبين أفراد المجتمع الواحد.
ما أحوجنا إلى أخلاق الإسلام وتوجيهاته في إداراتنا ومحاكمنا ومستشفياتنا ومؤسساتنا التعليمية.
ما أحوجنا إلى أخلاق الإسلام وتوجيهاته في بيوتنا وشوارعنا وأسواقنا و و …
ما أحوجنا إلى أخلاق الإسلام وتوجيهاته لتستقيم أمورنا وتنصلح أحوالنا ويكتمل إيماننا، فلا ينفع إيمان أو يُقبل عمل أو ترفع عبادة بدون أخلاق تحكم وتوجه التصرفات.
ومن الآيات التي تتحدث عن هذه الأخلاق قوله تعالى:” وقولوا للناس حسنا” سورة البقرة، وقوله تعالى في سورة الاسراء
” وقول لعبادي يقولوا التي هي أحسن”.
والغاية العظمى من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم إتمام صالح الأخلاق ومكارمها، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
” إنما بعثت لأتتم صالح الأخلاق” رواه البخاري وأحمد، وفي لفظ البزار والبيهقي: ” إنما بعثت لأتتم مكارم الأخلاق”
وقد مدحه الله بقوله: ” وإنك لعلى خلق عظيم” سورة القلم
ما أحوجنا أن نتخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وأن نتحلى بالصفات الحميدة.
لا يمكن لأي مجتمع أن يتقدم بدون هذه الأخلاق، إذا ساءت أخلاقهم تاذن الله بانقراضهم.
وصدق الشاعر أحمد شوقي حينما قال:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا
السلام عليكم
جزاك الله خيرا اخي و صديقي