زايو سيتي: فريد العلالي
في عز ليالي الباردة، والصقيع الذي يجمد كل شيء، يهرب الناس إلى منازلهم بحثا عن ملاذ دافئ، غير أن المشردين بمدينة زايو، يستمرون في العراء، مجابهين البرد القارس، وقسوة الدنيا التي رمت بهم بين أحضان المجهول.
كلما حل الليل، واشتد برد زايو، اشتدت معاناة الطبقة الكادحة والفقيرة والمشردين على الخصوص، هؤلاء الذين يبيتون في العراء، تحت سقيفة مقهى، أو بين جدران المركب التجاري، أو بالحدائق العمومية، لا مأوى يحضنهم، ولا آذان تسمع آهاتهم، ولا ملجأ يحتمون به.
وخلال الفصول المعتدلة، يكتفي هؤلاء بقطع الكارتون والبلاستيك والسمائل من أجل حماية أجسادهم العليلة من البرد، أما حين يحل فصل الصيف، تصبح كل هذه الوسائل غير ذي جدوى، وتصبح حياة المشرد في خطر. كيف لا ونحن نعاني قسوة القر بداخل بيوتنا، فما بالك بمن يفترش الأرض وغطاءه السماء.
لم تكن زايو في السابق ملجأ للمشردين، غير أن الحال تغير، وأصبح عددهم يتكاثر يوما بعد يوم، أغلبيتهم قادمون من مناطق أخرى من المغرب، وتختلف ظروفهم وتتعدد، لكنها تلتقي في كلمة معاناة.
طفل يبلغ من العمر 14 عاما، يجلس هو وصديقه على أحد الكراسي بالحديقة الاندلسية، وهما يهمان بالنوم، يتأملان الأرض وكأنهما يعدان حبات الرمل، شاردا الذهن، اقتربنا من أحدهم لنسأله عن سبب المبيت في الشارع، وبكل عفوية بدأ يحكي لنا قصته ” هاجرت من فاس، ثم بركان حيث مكثت فيها قرابة 3 أشهر ، لأستقر أخيرا في زايو، إلى حين أن تسنح لي فرصة أخرى للهجرة إلى أوروبا، ذاك حلمي، “المغرب مبغيناش نبقاو فيه”.
ويضيف قائلا: ” أكره فصل الشتاء لأن معاناتي فيه تكبر وتشتد مع قسوة الجو، في المساء لدي موعد مع البكاء، لأنني أرى الأطفال يرافقون والديهم إلى المنازل، ليتشبعوا دفئ وحنان الأبوين، أما أنا فأجول الأزقة والشوارع تحت البرد والمطر باحثا عن مكان مغطى أتخبأ فيه محتميا من البرد القارس، والبحث عن أي فرصة للهجرة من هذا البلد”.
إننا وإن كنا ننعم بالدفئ داخل منازلنا، علينا تذكر هؤلاء، الذين يشكلون جزء من مجتمعنا. هم واقع يجب التعامل معه بجدية، وكلنا مسئولون عن حمايتهم، وإنقاذ حياتهم من موت محقق، وعدو اسمه البرد القارس.
إن هذه الفئة الاجتماعية لا تجد أي عناية تذكر تخفف من معاناتها، سواء من الجمعيات التي تتلقى الدعم لمساعدة الفئات في وضعية صعبة، والتي يبدو أن المشردين لا يدخلون في خانة اهتماماتها.
كيف يهنأ حال المسئولين بزايو؟ الذين يفترشون الحرير ويتغطون به في بيوت مكيفة وآمنة، لا يبالون بمثل هذه الحالات ولا بظروف عيشهم. فالمشرد لا يدخل في اهتمامات من تقلدوا مهمة تسيير شئوننا.
فأين إنسانيتنا وواجبنا تجاه هؤلاء؟ لقد أنستنا أفرشتنا الصوفية وملابسنا القطنية معاناتهم، بل وربما لم نعد نملك تلك العين الرحيمة لنراهم، أين واجب السلطات، المنتخبين والمجلس الحضري؟ أيمكنهم النوم وبعض ممن يتولون أمرهم حفاة عراة يلتحفون السماء ليلا؟ أين جمعيات ومنظمات المجتمع المدني، ومبادراتها الاجتماعية وشعاراتها الرنانة؟ أين المراكز الاجتماعية التي ظلت حبرا على ورق؟
شوف المسؤولين في الحكومة اما لي في البلدية هما بنفسهم فرعهم البرد.
ونحن كدالك نتحمل جزء كبير من المسؤولية اين تبرعاتنا اين صدقاتنا اين عطفنا اين تكافلنا اين انسانيتنا اين مجتمعنا الفاضل اين اامؤمنين اين المحسنين اين الكرماء اين الزهاد كل هذا اندثر من مدينتنا لم يبقى الا بخلنا و انانيتنا و جحودنا وعنترستنا وقلوبنا القاسية وضماءرنا الناءمة .اظن ان مصطلح انسان لا ينطبق علينا
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أخي شاكر حقيقة كلامك على صواب ويوجد العديد من القلوب القاسية في زايو والعالم بأكمله ولكن يوجد العديد من المحسنين والقلوب الطيبة التي تسعى في فعل الخير أنا شخصا كندور شحال من مرة في زايو في الليل أو عمرو تلقيت شئ واحد ناعس في زنقة إلا بعض الأشخاص لي كيدرو زايو طريق مقارنة معا مدن أخرى بحال طنجة أو دار البيضاء أو حتى اوربا برشلونة باريس لندن مدن أوربية أو عالمية كبرى كيتواجدو فيها متشاردين أو كنعسوا في شارع تحت برد وثلوج قارسة كثر من زايو .