يومه الأربعاء 21 صفر الخير 1440هـ الموافق لـ 31 أكتوبر 2018م ومباشرة بعد قراءة الحزب الراتب بعد صلاة المغرب بمسجد أولاد إبراهيم بالناظور. تم إلقاء درس افتتاح الموسم الدراسي بمدرسة الامام مالك للتعليم العتيق بالناظور.
وأشرف على هذا الافتتاح السيد رئيس المجلس العلمي بوصفه المشرف على المدرسة المذكورة بكلمة ذكر فيها بهذه السنة الحميدة التي سنتها المدرسة منذ تأسيسها عام 1991 وإلى الآن، حيث يتم تحسيس الطلبة والطالبات وكذا عموم الناس بالموسم التعليمي الذي يشرع فيه عادة مع فاتح شتنبر من كل سنة، فيكون من مميزات هذا الحدث أن الطلبة يجتمعون مع رواد المسجد على صعيد واحد ويستمعون إلى درس عام يلقيه أحد مدرسي المدرسة في موضوع من مواضيع، لأن التعلم ليس مقصورا ولا حكرا على طلبة المدارس وإنما هو فريضة من الفرائض التي تطلب ولو بالصين كما تقول الحكمة القديمة من جميع الناس بمختلف أصنافهم ومستوياتهم وحيثياتهم.
وكان موضوع درس اليوم هو: الزكاة مبرة اجتماعية واقتصادية، اضطلع بإلقائه الأستاذ/ عبد النبي التومي إمام وخطيب مسجد بالناظور ومدرس بالمدرسة، وتناوله انطلاقا من المحاور التالية:
– التعريف بالــعنوان والزكاة – حكمة الزكاة – أهدافها ومقاصدها – الأموال التي تخرج منها الزكاة – ومستحقو الزكاة – خاتمة
وقد افاض الأستاذ وفصل في الموضوع وأشار إلى أن الزكاة من أهم أركان الإسلام التي لا يقوم إلا عليها.
وفي مداخلة السيد رئيس المجلس العلمي أثنى على الأستاذ وبما أتى به من تفاصيل واستشهادات، وبين بعض الإضافات الضرورية التي بلورها في ضرورة انشاء صندوق الزكاة الذي سبق أن وضعت له كامل الترتيبات بعد دراسات مستفيضة في عهد الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله، واعتبر أن الزكاة من المهام التي يليق بالأمة أن ترعاها وتخطط لها وتسهر على تدبير شؤونها لكونها تساهم مساهمة فعالة في إنعاش الاقتصاد والتنمية. فإذا كان حديث الناس اليوم عن التنمية لأنها ترقي الإنسان كل إنسان بيولوجيا وسيكولوجيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا، فإن خير وسيلة تستغل في ذلك الزكاة، التي يجب أن نعتمد عليها في بلورة ما يحتاجه الانسان في معاشه ومعاده.
وذكر ببعض الاحصائيات في الموضوع التي أنجزها بعض الفضلاء فيما يخص زكاة الفطر التي بلغت قيمتها العام الماضي في المغرب: 51 مليار من السنتيمات، وان هذا المبلغ إذا استثمر في باب الإسكان فإن عشرين ألفا من السكان سيستفيد كل واحد منهم من شقة اقتصادية قيمتها 25 مليون سنتيم، شقة محترمة تسع لخمسة أفراد.
وهذا يعني أن توفير السكن للمحتاج إليه من سكان المغرب البالغ عددهم حوالي 34 مليون نسمة سيتم في أوجز وقت.
فهذا مثال عن زكاة الفطر المحدودة جدا فما بالك بالقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والفدادين الزراعية وقطعان الأنغام وغيرها من الأموال التي تزكى وما أكثرها؟!
وبعد هذا الحديث ذكر السيد المشرف على المدرسة بوضعية مؤسسات التعلم العتيق التي تستحق الدعم من كل الجهات خاصة من أموال الزكاة، وشكر المحسنين الذين يتعهدون الطلبة بسخائهم وكرمهم وكما شكر كل الأساتذة والفقهاء والطاقم التربوي والإداري على اشرافهم وانشطتهم الدؤوبة لتدبير شؤون المدرسة.
وكان الختام الدعاء الصالح.