بسم الله الرحمن الرحيم
كذلك عُرف وسط الحي الذي يقطنه، رجل أربعيني مزاجي الطبع، فظ في تعامله مع جيرانه ومعارفه، بل منهم من بسبب أسلوبه الأرعن قطع صلته به تفاديا لأي مشاحنات قد تُفضي الى خصام أو شجار.
الرجل المتسلط ،عُرف عنه كذلك غناه الفاحش الى حد الاسراف، حريص على جمع وتكديس الاموال بفضل ما يجنيه من عائدات السلع المهربة ، الى جانب امتلاكه لعدد من الدكاكين والمحلات التجارية وسط المدينة لتنضاف الى ممتلكاته وثرواته . لكن، وبالرغم مما أنعم الله به عليه من تيسير وسعة رزق ، الا أن الرحمة لم تكن لتجد الى قلبه سبيلا من أجل مساعدة محتاج أو مساندة فقير، بل كان كل همه أن يظهر بمظهر الأنيق اللبق ، يركب سيارته الفارهة في غرور وخُيلاء ثم ينطلق بها متبجحا، فيُخيل للناظر اليه أنه صاحب منصب أو مركز، مع أنه في واقع الأمر شخص لا يجيد لا القراءة ولا الكتابة.
وذات يوم ، وبينما هو عائد الى منزله بسيارته مسرعا، حدث شيء لم يكن يتوقعه ، فعوض أن يتوقف عند الاشارة الضوئية الحمراء ، انطلق كالمجنون ليصدم طفلا صغيرا كان عائدا من المدرسة لتوه ، فارتمى الأخير على الأرض مُغمى عليه .
كان يمكن أن يقوم بالإجراءات اللازمة ويستدعي سيارة الاسعاف للنظر في حالة الطفل ، لكنه قرر الفرار هاربا وهو يتحاشى المارة الذين بدأوا يتوافدون على موقع الحادث ، لم يجرؤ أحد على لمس الصغير ولكنهم فضلوا استدعاء الاغاثة ورجال الشرطة للنظر في النازلة.
وصل المنزل وهو يلهث مصفر الوجه وركبتاه ترتجفان خوفا وقلقا، فصادف زوجته في الردهة و قام بدفعها جانبا كما اعتاد أن يعاملها للتعبير عن غضبه، فلم تشأ أن تسأله عما حدث و عن سر هذا الشحوب وكأن صمتها نوع من التشفي، فلقد ضاقت به ذرعا هي الأخرى وبتصرفاته السيئة معها حتى ما عاد يهمها شأنه. دخل المطبخ فشرب الماء حتى ارتوى و سكب شيئا منه على وجهه ثم قذف بالقارورة جانبا، خرج مسرعا كالسهم في اتجاه الباب… ثم اختفى.
كان الليل قد انتصف عندما عاد مترنحا متمايلا يستند هنا وهناك يتحاشى السقوط ، وأخيرا ،هوى بكل ثقله ككيس ضخم فوق الأريكة فأسند رأسه اليها وراح يتأمل المكان بعينين ذابلتين ويتمتم بكلام غير مفهوم ، ابتسم ابتسامة مريبة غريبة وكأن حادث اليوم لا يعنيه ومصير الطفل لا يهمه، بسط ذراعيه على جانبي الأريكة…وراح يغط في نوم عميق .
يُــتبع…
في انظار الجزء التالي
تحياتي لك حسناء الإنسانة
Salut Hasna
Un texte où se lie l’écriture à la narration.Toutes les techniques et l’art du ” Story telling”sont présentes. Et donc les signes d’une dramaturgie de talent sont nettement visibles…
Bonne continuation chère Hasna
لا تجعلينا ننتظر الجزء الثاني طويلا كي لا ننسى الجزء الاول يا حسناء،بل يجب ان تكون الاجزاء متتابعة دون تأخير.
وفقك الله في كل أعمالك ويسرها لك إن شاء الله.
القضية سهلة
اعادة قراءة الجزء الأول
ههههههههههه
غي بلاتي عليك احسناء
استراتيجيات التعامل مع الرجل المتسلط تستدعي امرأة قوية، ذكية، صابرة محنكة، وحكيمة، فإن كنت شخصية عاطفية، متسرعة، ……… أو عفوا سخيفة، لا تتخيلي إن تحققي معه النجاح اطلاقا،
bonne continuation lalla hasna et ne retarder pas la suite svp
إلى الأمام ياأستاذة وفقك الله ياسيدتي المتعففة وشفا الله والديكي ءامين
وشكرا
Un très grand merci pour monsieur Saghir pour ses encouragements, un très grand merci pour monsieur Elbadaoui et le soutien illustré par son commentaire chaleureux, un grand merci pour laila , pour monsieur Nahari et pour monsieur Youssef également qui ,par son commentaire ma vivement touché.
Sans oublier de remercier de même tous les commentateurs et toutes les commentatrices sur Facebook.
Et à tous les membres du site: Zaiocity.net
M’a touché…