سعيد صغير
بعد أن هيأت أمي إطار العش بالقش و الحشائش، فرشت أرضيته بريش ناعم. فتحت عيني أول مرة هنا يا سادة. الدفء و الغذاء و الأمان. أمي و أبي يتناوبان على ملئ منقاري الذي يفترش حنجرتي الرقيقة، و التي أحتج بصوتها طوال اليوم، و لا أتوقف إلا عند بلع شيء ما… لذيذ. الحماية من الأخطار خدمة أخرى من عند شركة التأمين… أبواي. في أيام المطر يتحول جسميهما الطاهرتين الى سقف مجهز بمدفأة ربانية.
بدأ الريش يكبر يوما على صدر يوم، وأمي تغرد كل فجر فوق غصن الشجرة التي
تحتضن عشنا ,, واش ماشي من حقي نعيش. و نربي الريش. أه يا لميما…..،،
والدي يحذرني من أفاعي البرية التي تبلعنا بلا نتف و لا مضغ. ويذكرني بالقطة التي تلاعب صغار العصافير بمخالبها حتى تخر قواها، لتحجزها وجبة مستحقة. تلتهم اللحم و العظم و تعفوا على ريش يتطاير راقصا هنا و هناك، على وقع سيمفونية الظلم الأبدية. يزيد أبي يحذرنى حتى من بطش الطيور أبناء فصيلتنا ممن لهم مخالب و مناقير جارحة. جاء اليوم الذي شعرت فيه أن جناحي تحملني محلقا من غصن الى غصن ومن شجرة إلى شجرة. ودعت صدر أمي الدافيء الحنون، وهي تحذرني في نبرة ربانية، ألا اطير في أيام العواصف. حلقت فوق الحقول و المزارع أبحث عن الحبوب و الحشرات و الديدان. بهاء ضفاف البحيرة يسحرني و شوقي إلى شربة باردة في هذا اليوم الصيفي الجميل. أبي كان يغرد دائما، التغذية المتوازنة التغذية المتوازنة……..عشب و حيوان و ماء. أستمتع بأشعة الشمس الذهبية الدافئة وبهاء البراري الواسعة و محاسن الأشجار و الأزهار ونهر يشق السهل قطعتين و الجبل الشامخ بعيدا في أهبة وجلال. أمواج البحر لا تمل في لطمها الصخور كلما هبت الرياح.
أثار انتباهي كوخ تتصاعد من مدخنته أبخرة و دخان على وقع ترانيم وابتهالات شجية. اقتربت يومها لأرى شيخا ذي لحية طويلة، تتظاهي في بياضها و بهائها ندفة الثلج العذراء.
يتبع
Salut amigo
Un narration qui commence très bien.. on attend la suite cher ami.
ما زلتَ وفيا لنهج في الكتابة اخترته منذ نصوصك الأولى يقوم على توظيف الطبيعة الحية و الطبيعة الصامتة للتعبير عن مقاصد عميقة تضفي على نصوصك بهاء و رونقا و تدرجها في نطاق الأدب الملتزم و الجاد. مع أصدق تحياتي.
للاستاذ و الاستاذ اعلن جهرا انني ما زلت أتعلم و محتاج الى أساتذة من طينتكما.
الامضاء: أحبكم