جمال الغازي مهاجر بألمانيا
في بيت متواضع كان في شارع الجامعة العربية ومملوك لآل بنطاهر و في كنف ووسط أسرة محافظة رأيت الحياة في أوائل الستينات -63- من أب من قبيلة آيت ارشك أو ارش و أم من قبيلة آيت بويحيي في هذا المكان ولدت وصرخت اول صرخة في حياتي وبعد اخد ورد بين العائلة أخذ أبي برأي خال زعيمي وهو رجل خالة الوالدة الذي كان معلما في تلك الفترة وسماني جمال تيمنا باسم جمال عبد الناصر والضجة الإعلامية التي كانت ترافق هذا الاسم .
منذ صغري وأنا أرى والدي يشتغل ميكانيكي مختص في الدرجات النارية ومقر عمله كان في هذا الشارع وهذه المهنة تعلمها واتقنها على يد الإسبان وكان الوحيد في الناظور الذي يتقن هذه المهنة بشهادة معاصريه ولازلت أتذكر بعض زملاء المهنة له وجيران تلك الفترة امثال:
المرحومين :علال، إدريس، محمود،بينشي،سي عبد القادر، اعمار ب،بن.ط،كلا،بن سع، محمد كوريدور، ونونوط التي هاجرت إلى فرنسا ، وبوجدار والحاج بوزجت وغيرهم رحمهم الله.
ومن الحيين: حسن اج. وبعض إخوته و ايفيس، واحفاد بوزجت وغيرهم.
وكان اللقب المعروف به الوالد قبل الحج الروبيو .في هذا الشارع المعروف بالحركية والرواج لقربه من سوق الوحيد الذي كان يسمى سوق رثنين الناظور و المحطة القديمة وتواجده في وسط الناظور القديم في هذا المكان كانت معضم طفولتي وبداية شبابي عشت فيها معانات، فيها ألم، فيها وقفات، فيها فرح وفيها رسالات وفيها ابتسامات.
ويتميز هذا الشارع كما الحال لمعظم شوارع الناظور القديم والتي ورثناها من الإسبان وهذه من ضمن المزايا التي تركها المستعمر هذا التصميم الرائع لناظور القديم ،أنه شارع موسع وعريض و في وسطه غرست أشجار وله اتجاهان معاكسان لمرور السيارات مما جعلنا نستغله في تلك الفترة بعد نقص الحركة فيه للعبة كرة القدم وكان من ضمن الأسماء التي كانت تشاركنا في هذه اللعبة أذكر مثلا:
بنطاهر،سماري،الموساوي،موجيض،كلابيلي، اقليز،جمال ندريس،حميد محمود، ابن حاج عمار بوطيب، ثروا نوراغ وثروا الموروض …. وغيرهم منهم من مات رحمهم الله. كنا نشتري الكرة مصنوعة من بلاستيك من بوجدار رحمه الله أو من دكان من الناحية المعاكسة للشارع أين كانت مفحمة كلابيلي كانت هذه اللعبة هي الوسيلة الوحيدة التي نحاول إخراج فيها حيويتنا ونشاطنا إلا أنه في بعض الأحيان كنا نعاني من الجيران ربما نحن ظلمناهم بالازعاج أو الصراخ ولكن لم تكن عندنا وسيلة الأخرى للعب بسبب ذلك كانت متعتنا في بعض الأحيان تنتهي بالحزن والبكاء بسبب الضرب المبرح أو بسبب أخذ منا الكرة عنوة وتمزيقها بالسكين ونحن ننظر إليهم بالشفقة والابتهال والتوسل أن لا يمزقونها! صحيح كنا نجعل باب كراج الجيران كمرمى وهذا ينتج عنه ازعاجهم ولكن كانت غايتنا أن نتنفس وان نلعب ولا يهمنا شيئ اخر!
وإذا اشتكى أحد مني إلى الوالد فإنني أرى من الضرب والعذاب من لا يذقه أحد في الطفولة و رغم ذلك كنت أتفهم هذا العقاب أن أهلي كانوا لا يريدون الجيران أن ينظروا إلينا نظرة سيئة وكان يقال لي في البيت شك ضمقران نتداث اخصش اتيريد ضرياز.
وفي المساء وخاصة الخميس من كل أسبوع بعدما ينقص الرواج في كراج ننقي مكان قدام محل الوالد ونرشه بالماء ثم نهيئه لإستقبال أصدقاء الوالد لشرب ابراض نواتاي بعد أسبوع من العمل و استقبال يوم الراحة الأسبوعي يوم الجمعة حيث اتفق عليه جميع حرفي هذه المهنة وكان الوالد أمينا لها.
وكنت افرح فرحا لا يتصور بهذه الجلسة رغم أني لا يحق لي الجلوس معهم حيث كما كان يقال لي:شك ضمزيان سضحا زي باباش! وكنت أراقب مايحدث من ركن قريب لايراني الوالد وكم تكون سعادتي حينما أرى مجيئ الخال العزيز سي م.احمد حفظه الله وشفاه.أ
هذا الرجل كان إنسانا طيبا وحنونا ويعطف علي أتدرون لماذا كنت أفرح لأن فيه هر كما كنا نسميه فحينما اهره والمسه باصبعي في جنبه الأيمن يقول بعض الكلمات تضحكني كثيرا وأشعر بالمتعة فيها.
وعند قروب وقت العشاء وقبل إغلاق الوالد المحل كنا نجلس نحن اطفال ذلك الشارع على عتبة باب المرحوم محمد انسلام أو سي عبد القادر لتبادل ثحوجا والقصص التي كنا نعيش في اجوائها ونتخيلها ونحلم أننا أبطالها كقصة ذويزان وعنتر وطرزان وثمزا وحمو لحريمي وغيرها وكان محمد ابن سي عيد القادر رحمه الله يعرف كيف يحكي لنا القصص وله طريقة خاصة وجذابة في إلقاء القصص رغم كنا جميعا أطفال! فكان في كل ليلة يحكي لنا قصة عن الانبياء،والجن، وثمزا….الخ.
رغم قلة الإمكانيات وضعف الوعي أو انعدامه كنا نخترع ألعاب للترفيه من لا شيء مثلا:
بوليسيا ضشفان!
ثقنوفرا!
بيكو سوروطايني
بيسو وزار
وسيني نرحيظ الذي كان يقام أين يوجد المركب التجاري حاليا وخاصة في الأعياد الوطنية.
بل حتى المبارزة :حضس امجون وغالبا هذه اللعبة تنتهي إلى ماكنا لا نتمناه!
أيها الإخوة والأخوات هذه بعض لقطات من طفولة ابن الناظور البسيطة في شارع معروف نسعى منها أخذ العبر والحكم وإلى حلقة اخرى
كل هذا عشناه في طفولتنا….اين الجديد..هي مجرد ذكريات وانتهت