بقلم، محمد ملاحي
أنا ابن الريف والصحراء أمي.. أغدو غربا لآكل طعاما شرقيا بتوابل الشمال، أرقص على نغمات مراكشية مفتخرا بثقافة الجنوب.. أنا هنا بأب ريفي وأصل مغربي يحمل عرقا واحدا أصله من أقصى الشمال ونهايته أقصى الجنوب.. أنا ذلك الفتى الذي درس الفرق بين جميع الثقافات وأبى أن يقسم ثقافته إلى أقسام وقبائل…
أنا منكم وأنتم مني وراية واحدة تكفي لسترنا أمام الأعداء.. لا أعترف لا بجمهورية ولا باستقلال.. والاستقلال الوحيد الذي أحلم به الآن، أن يستقل وطني من الظلم والظالمين، والفساد والمفسدين والطحن والطاحنين… إن شتمتموني فأنتم تشتمون أنفسكم وإن شتمني غيركم فإنكم لي محامون.. تحبونني بقلبكم وتكرهونني بألسنتكم، والحقيقة أنكم تحبونني أكثر من أنفسكم لأنني أنا منكم وأنتم مني..
اختلاف حروف بطاقاتنا الوطنية لا يشبع ولا يغني من صراعاتنا، واختلاف كلماتنا لا يعني اختلافا بقدر ما يعني غنى ثقافتنا.. الماء ماء، والخمر ماء، والسم ماء، يختلفون في كل شيء لكنهم يظلون ماء.. أنا ريفي وزوجتي أصلها سوس، لي ابن من البيضاء وابنة من الشرق.. أنا كل هذا وهذا أنا والتفسير لمعادلتي المُعقدة هو أنني مغربي..
أحب الوطن أكثر من حبي لأمي وأحقد على الدولة أحيانا حينما يُطحن أخي، لكنني أحارب كل من تحدث عنها بسوء حتى وإن كان جار وراء حدود.. لا أتظاهر لنشر الفتنة بل الفتنة تتظاهر لتنام بعد أن ظلت مستيقظة لعقود على مكاتب الإدارات وفي جيوب المفسدين وبين ملفات ضاعت وضاع معها أصحابها.. أنتم مثلي وأنا مثلكم وما يُبكيني يُبكيكم.. والضرب الذي أتلقاه يُؤلمكم أكثر مني.
جبال الريف شامخة وجبال الأطلس عالية والصحراء لا تنحني.. القريب في قلوبنا والغريب فوق رؤوسِنا وأحفاد العدو سجادة تحت أرجلنا… أفتخِرُ بأصلِك وتفتخِر بأصلي والراية الأمازيغية راية افتخار وليس مشعل فِتنة، احترموها كما تحترمكم..
محسن فكري مات ذات يوم ولازال أربعون مليون محسن يموتون كل يوم.. أبكاكم أكثر مني وتضامنتُم معه أكثر مما فعلتُ أنا أخوه، لم تكُن قضية عرق أو مدينة بل كانت قضية وطن مجروح.. شتمتُ “المخزن” فمنعتموني وحين سكت شتمتموه أكثر مني من أجلي، أما شتائمُنا لم تكُن أبدا شتائم وإنما قرار لإنهاء تعجرف فراعنة الإدارات وفناني الإهانة والظلم…
تظاهُري رسالة وليست ذخيرة مدافع، أُحبك، أُحبك، أُحبك، لكنني سأكرهك كما أحببتك إن فرقت بين المغرب النافع وغير النافع… افعلوا كما يفعل الله حتى وإن كُنتم لا تعبدونه، لا تنظروا إلى حِذائي المُمزق وإلى سيارتي التي لا أملك، وإنما أنظروا إلى قلبي الذي ينبِضُ من أجلِكُم.. ويدي التي تُلوحُ لكم، ولساني الذي يُدافع عنكم أمام أبي.
صلوا من أجلي وسأدعُ لكم، امحوا أسماء المُدن والطُرُق التي تُفرِقُ بيني وبينِكًم، وعيشوا من أجلي وسأموت من أجلِكُم… أنا ريفي درستُ على يدِكُم واشتغلتُ معكم وأنا الأن طِفلٌ بين أحضانِكم.. العُنصرية تُهمة والأوباش عذاب، إن لم يكُن من نصيبي كان من نصيبِكُم.. الذي يسمع لا يعيش والذي عاش حقا لا يُصدِق كل ما يسمع.. صارحني أصارحُك، زُرني أكرِمُك، احترمني أعبُدُك، كُن وطنيا أحبك..
احسنت
اسلوبك الخطابي ياعزيزي يصل الى الأعماق
كلامك كلام المراهق الذي يميز بين المرادفات
دائما أشتاق إليك ولمقالاتك مثل إشتياقي للقياك
تظهر وتختفي لكن حين تأتينا سرعان ما تتركنا
أحبك وأحترمك لأن معاملتك لي تفرض علي ذلك
العبادة لا تكون الا لله يا أخي .
ونحن أيضا نحبك يامحمد يا ملاحي فأنت مواطن صالح. تحترق من أجلنا وتفتح ذراعك لتعانقنا.
كلام لا يغني و لا يسمن من جوع هدفه المغالطة والتغليط لا أقل ولا أكثر، تحدث عن سياسة الارض المحروقة التي ينهجها النظام الحاكم منذ عشرات السنوات ضد الريف ،اكتب لي جملة واحدة تكون كل كلماتها باللغة الريفية ،أما هذا الذي ذكرته لا ينفع في شيء، والوطن هو العدالة بين الناس وإن انعدمت كانت الفوضى، تكلم اذن عن العدالة، وليس من العدل ان تدرس لاطفال الريف الفرنسية والإنجليزية والاسبانية والعربية ولا تدرس لهم لغتهم الامازيغية، وهذا كاف بالنسبة الي لان اكون انفصاليا، فكل يختار وطنه إذن مادم هناك من يريد أن يكون سيدا في كل شيء ويريد للآخرين ان يكونو عبيدا في كل شيء، إضافة كل البلاد في العالم جمهوريات ،فلماذا أنت وحدك من لا يريد أن يكون جمهورية ،بينما الملايين من بني جلدتك يهرعون و يركضون ركضا نحو الجمهوريات الأوربية والأمريكية