زايو سيتي.نت- مصطفى لزعر
“تجارة العيد” عبارة تعكس الظاهرة التي صارت رائجة بشكل واسع كل عام بمدينة زايو وبغيرها من المدن المغربية، خلال الأيام التي تسبق عيد الأضحى بحوالي أسبوع أو عشرة أيام، حيث تعرض في الشوارع، وبين الأزقة وداخل الأحياء، بضائع متنوعة تخص مستلزمات العيد، كعلف الخروف، الفحم، البصل، أواني تستعمل في العيد كالسكاكين و”الشوايات” وباقي الأغراض التي تطول لائحتها.
وراء رواج هذه التجارة الموسمية، نجد شبابا في أعمار مختلفة، يفترشون الأرض، أو ينصبون خيما صغيرة، لعرض سلعهم للعامة، من أجل كسب قوت مؤقت، يتحرك كلما تحركت مثل هذه المناسبات المعدودة على امتداد السنة، بعدما فرضت عليهم الظروف حياة الفقر والحاجة، بسبب البطالة، وندرة فرص العمل.
وإلى حيثما توجهت بزايو، من السوق الأسبوعي إلى المركب التجاري إلى شوارع وسط المدينة، ثم بين الأحياء الشعبية نفس التجارة تنتشر، لكن قصص أصحابها تختلف وتتنوع بين الطالب المعطل، والإطار المعطل، ورب الأسرة بلا عمل، وأرملة ومطلقة… لا يتسع المقال لتسليط الضوء على قصة كل واحد منهم.
حالات كثيرة جدا، حركت عجلة اقتصاد زايو والبلد ككل في هذه الفترة، لكسب ما قل من مورد مالي، لضمان قوت أيام معدودات، تنتهي ثم تحيى من جديد معاناة الفقراء والمعوزين، وتبدأ معها رحلة أخرى مضنية للبحث عن مورد آخر للعيش، أو مناسبة أخرى لمباشرة تجارة موسمية جديدة بحثا عن لقمة عيش “مر”.
الله خلق و فرق في الارزاق . و الحمد لله .